في السنوات الأخيرة، شهد لبنان تصاعدًا غير مسبوق في الغضب الشعبي تجاه نظام إيران، وذلك بسبب تدخلاته العميقة في السياسة والاقتصاد والأمن اللبناني عبر ذراعه المحلي، حزب الله. هذا النفوذ، الذي ترسّخ على مدى عقود، جعل لبنان رهينة لمصالح طهران الإقليمية، متسببًا في حروب مدمرة، أزمات سياسية، وانهيار اقتصادي كارثي.
اليوم، ومع تفاقم الأوضاع، لم يعد اللبنانيون يطالبون فقط بإنهاء النفوذ الإيراني في بلادهم، بل يدعون إلى قطع العلاقات الدبلوماسية بالكامل مع طهران وإغلاق سفاراتها في الدول العربية المتضررة من تدخلاتها، مثل العراق وسوريا واليمن. فهل آن الأوان لاتخاذ هذه الخطوة الحاسمة؟
جذور الكراهية: كيف دمّرت إيران لبنان؟
1. لبنان كقاعدة لخدمة مشروع إيران التوسعي
منذ الثورة الإيرانية عام 1979، سعت طهران إلى تصدير نفوذها الطائفي والسياسي إلى العالم العربي، وكان لبنان من أولى المحطات الرئيسية لهذا المشروع. عبر تأسيس وتمويل حزب الله، تمكنت إيران من تحويل لبنان إلى ساحة حرب إقليمية تخدم أجندتها، دون أي اعتبار لمصلحة اللبنانيين.
النتيجة؟
• حروب متكررة بين حزب الله وإسرائيل أدت إلى دمار هائل في البنى التحتية وتهجير مئات الآلاف من اللبنانيين، خاصة في الجنوب.
• لبنان أصبح في حالة مواجهة دائمة مع المجتمع الدولي، مما أدى إلى عقوبات اقتصادية وعزلة سياسية.
2. الأزمة الاقتصادية: حزب الله وإيران في قلب الفساد والانهيار
لبنان يعاني من واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في العالم، ومن بين العوامل الأساسية لهذه الكارثة:
• هيمنة حزب الله على القرار السياسي، مما أدى إلى تعطيل الحكومات ومنع الإصلاحات الضرورية.
• استخدام لبنان كمركز لعمليات التهريب وغسيل الأموال لصالح إيران، وهو ما جعل البلاد في مواجهة مباشرة مع العقوبات الدولية.
• تفشي الفساد والمحسوبية داخل الطبقة الحاكمة المدعومة من حزب الله، مما عمّق معاناة اللبنانيين وزاد معدلات الفقر والبطالة.
3. انتفاضة اللبنانيين: لا لإيران، لا لحزب الله
منذ انتفاضة أكتوبر 2019، أصبحت شعارات “إيران برا” و”حزب الله إرهابي” جزءًا من الخطاب العام في لبنان. اللبنانيون من مختلف الطوائف باتوا يطالبون بوقف التدخل الإيراني في بلدهم، مؤكدين أن حزب الله لا يمثل الشيعة، بل يمثل إيران ومصالحها.
أصوات اللبنانيين: الغضب على وسائل التواصل والميدان
منصات التواصل الاجتماعي تحولت إلى ساحة مواجهة مفتوحة ضد إيران وحزب الله، حيث يعبر اللبنانيون عن استيائهم العلني من النفوذ الإيراني:
• أحد الناشطين كتب: “إيران ستضحي حتى بآخر لبناني من أجل مشروعها، ونحن لسنا وقودًا لحروبها”.
• آخر انتقد السياسيين المتواطئين مع طهران، قائلًا: “من يدافع عن إيران على حساب لبنان، هو شريك في تدمير هذا البلد”.
حتى بعض الشخصيات السياسية بدأت تتجرأ على انتقاد الهيمنة الإيرانية، في مؤشر على أن المزاج العام اللبناني بات أقرب من أي وقت مضى إلى رفض طهران بالكامل.
الحل: قطع العلاقات الدبلوماسية واستعادة السيادة
لتخليص لبنان من الهيمنة الإيرانية، لا بد من اتخاذ إجراءات حازمة على المستويين الداخلي والخارجي، وأبرزها:
1. طرد السفير الإيراني وإغلاق السفارة في بيروت
السفارة الإيرانية ليست مجرد بعثة دبلوماسية، بل مركز عمليات استخباراتية ودعم لحزب الله. إغلاقها سيُشكل ضربة رمزية وسياسية لنفوذ طهران.
2. قطع العلاقات الدبلوماسية مع إيران
لبنان يجب أن ينضم إلى الدول العربية التي اتخذت موقفًا ضد التدخلات الإيرانية، ووقف أي تعاون سياسي أو اقتصادي مع طهران للحد من تمويل حزب الله.
3. نزع سلاح حزب الله
يجب على الجيش اللبناني، بدعم من المجتمع الدولي، العمل على إنهاء الوجود المسلح لحزب الله، ودمج عناصره الراغبين في الانخراط بمؤسسات الدولة تحت إشراف صارم.
4. ملاحقة إيران قانونيًا
يجب على لبنان رفع دعاوى دولية ضد إيران، والمطالبة بتعويضات عن الأضرار التي لحقت باقتصاده وبنيته التحتية بسبب سياسات طهران العدوانية.
5. تحرك عربي مشترك
من الضروري أن يكون هناك تحالف عربي لإغلاق سفارات إيران في الدول المتضررة مثل العراق وسوريا واليمن، مما يُضيق الخناق على النظام الإيراني ويحدّ من نفوذه في المنطقة.
الخاتمة: لا مكان لإيران في مستقبل لبنان
كراهية اللبنانيين لنظام إيران لم تعد مجرد وجهة نظر سياسية، بل أصبحت حقيقة ملموسة، تتجلى في الشوارع، في المظاهرات، وفي وسائل الإعلام. استمرار العلاقات مع طهران يعني المزيد من الدمار والفوضى، في حين أن قطعها هو الخطوة الأولى نحو استعادة سيادة لبنان وكرامته.
لقد حان الوقت لاتخاذ موقف شجاع وواضح: لبنان للبنانيين، وليس لمحور طهران!