يعيش اليمن اليوم مرحلة مفصلية في تاريخه، حيث يواجه شعبه واحدة من أشد صور الاحتلال والوصاية، ممثلةً في ميليشيا الحوثي، الذراع الإيرانية التي تستخدمها طهران لتنفيذ مشروعها التوسعي في المنطقة. لم يعد خافيًا أن النظام الإيراني يستغل اليمن كنقطة ارتكاز لتهديد أمن البحر الأحمر والممرات الدولية، وهو ما أكده رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، رشاد العليمي، حين كشف عن العلاقة الوثيقة بين الحوثيين، إيران، وتنظيم القاعدة، في تحالف يهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة.
الرفض الشعبي والرسمي للهيمنة الإيرانية
على الأرض، يعبر الشعب اليمني بكل وضوح عن رفضه القاطع لوجود الحوثيين، باعتبارهم أداة لاحتلال إيراني يسعى للهيمنة على البلاد. تتزايد الدعوات الشعبية والرسمية لإنهاء سيطرة الميليشيات، حيث يؤكد مسؤولون ومواطنون يمنيون أن الحل الحقيقي يكمن في القضاء التام على الحوثيين وليس في تسويات تُبقيهم كطرف شرعي في المشهد السياسي.
الرئيس العليمي شدد على أن إيران، بعد مقتل زعيم حزب الله حسن نصر الله، تسعى إلى جعل عبد الملك الحوثي خليفته الروحي والسياسي في المنطقة، في خطوة تعكس الدعم غير المسبوق الذي تقدمه طهران للحوثيين، حتى أكثر مما قدمته لحزب الله أو النظام السوري.
الهجمات الأمريكية: ضغوط مؤقتة أم حل دائم؟
خلال الأشهر الأخيرة، تصاعدت الهجمات الأمريكية ضد الحوثيين في محاولة لكبح تهديدهم للملاحة الدولية، بعد استهدافهم المتكرر للسفن في البحر الأحمر. ورغم أن هذه العمليات العسكرية ألحقت خسائر كبيرة بقدرات الحوثيين، إلا أنها لم تكن كافية لإنهاء النفوذ الإيراني في اليمن بشكل جذري.
يرى محللون أن غياب استراتيجية متكاملة لدى الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يطرح تساؤلات حول مدى الجدية في التعامل مع الخطر الحوثي الإيراني، خاصةً في ظل استمرار تدفق الأموال والأسلحة من طهران إلى صنعاء، ما يجعل أي ضغوط عسكرية مؤقتة دون حل جذري للمعضلة.
الحل: دعم المقاومة اليمنية والإيرانية ضد نظام ولاية الفقيه
إن تحرير اليمن من قبضة الحوثيين لا يمكن أن يتحقق دون دعم مباشر وقوي للمقاومة اليمنية، التي تسعى لاستعادة صنعاء وكل المناطق الخاضعة للميليشيات. لكن القضاء على النفوذ الإيراني في اليمن لا ينفصل عن إسقاط النظام الإيراني نفسه، باعتباره المصدر الرئيسي لتمويل وتسليح ميليشياته في المنطقة.
ما يحدث في اليمن يشكل جزءًا من معركة أوسع تشمل أيضًا العراق، سوريا، ولبنان، حيث تمارس طهران سياساتها التخريبية عبر وكلائها المسلحين. وبالتالي، فإن إضعاف نظام ولاية الفقيه في الداخل الإيراني هو السبيل الوحيد لإضعاف أذرعه في المنطقة، وهو ما يتطلب تحركًا دوليًا منسقًا لدعم نضال الشعبين اليمني والإيراني ضد هذا النظام القمعي.
الخاتمة
إن إنهاء سيطرة الحوثيين على اليمن ليس فقط مطلبًا شعبيًا يمنيًا، بل ضرورة إقليمية ودولية لحماية أمن المنطقة واستقرارها. في المقابل، فإن إسقاط نظام الملالي في إيران سيكون الضربة القاضية لكل ميليشياته وأذرعه التخريبية في اليمن وسوريا ولبنان والعراق.
لذلك، فإن الحل يكمن في تحالف حقيقي بين الشعبين اليمني والإيراني، وتبني استراتيجية موحدة لمواجهة نظام ولاية الفقيه وأدواته، وفتح صفحة جديدة نحو الحرية والاستقلال في كلا البلدين، بعيدًا عن التدخلات الخارجية والمشاريع التوسعية التي تكرس العنف والفوضى.