كشف تقرير صحفي نشره الصحفي البريطاني بول بالدوين في 17 مارس 2025 عن تصاعد أنشطة الحرس الثوري الإيراني (IRGC) داخل بريطانيا، حيث يعمل على اختراق المراكز الثقافية والمساجد، وتجنيد عملاء سريين، ومراقبة المعارضين، والتخطيط لعمليات اغتيال تهدد الأمن القومي البريطاني. ووفقًا لجهاز الأمن الداخلي البريطاني (MI5)، فقد تم إحباط 20 محاولة اغتيال حتى الآن، ما يشير إلى مدى خطورة التهديد الإيراني.
اختراق منظم واستهداف للمعارضين
كشفت جلسة استماع في البرلمان البريطاني أن عملاء الحرس الثوري تمكنوا من التسلل إلى مؤسسات ثقافية ودينية، مستغلينها كواجهات لأنشطة تجسسية تهدف إلى مراقبة المعارضين الإيرانيين المقيمين في بريطانيا، والتخطيط لاستهدافهم. حسين عابديني، نائب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI)، صرح خلال الجلسة بأن طهران تعتبر بريطانيا “نقطة ضعف” في الغرب، مستغلة ما وصفه بـ”التساهل المفرط” من قبل السلطات البريطانية تجاه أنشطة الحرس الثوري. وأشار إلى أن النظام الإيراني لم يكتفِ باستهداف معارضيه خارج حدوده، بل هدد أيضًا المصالح البريطانية، بما في ذلك السفارة البريطانية في طهران.
المراكز الثقافية.. واجهات للتجسس والتجنيد
أظهرت الأدلة أن الحرس الثوري يستخدم المراكز الثقافية والمساجد كغطاء لأنشطته الاستخباراتية، حيث يتم تجنيد عملاء سريين لمراقبة النشطاء، وتهديدهم، وتنفيذ مخططات اغتيال. وأوضح عابديني أن هذه الشبكة واسعة الانتشار، إذ يتنقل عناصر الحرس الثوري بين إيران وبريطانيا دون عوائق كبيرة، ما يكشف عن ثغرات أمنية خطيرة يجب معالجتها بشكل عاجل.
تصاعد التهديد ورد فعل بطيء
شهدت التحقيقات الأمنية في بريطانيا ارتفاعًا بنسبة 48% في عدد القضايا المرتبطة بالتهديدات الحكومية خلال العام الماضي، وفقًا لـ MI5. ورغم اعتراف الحكومة البريطانية بخطورة الموقف، إلا أن خطتها الجديدة لتسجيل النفوذ الأجنبي (FIRS) لن تدخل حيز التنفيذ قبل نهاية 2025، ولن تشمل تصنيف الحرس الثوري كمنظمة إرهابية. هذه الخطوة أثارت انتقادات واسعة من قبل المعارضين الإيرانيين وبعض السياسيين الذين يرون أن الإجراءات الحالية غير كافية للحد من الأنشطة العدائية لطهران.
مطالبات بإجراءات حاسمة
في ظل تصاعد التهديدات، دعا خبراء أمنيون ومعارضون إيرانيون إلى اتخاذ تدابير صارمة، من بينها:
• تصنيف الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية لمنع أي أنشطة مرتبطة به داخل بريطانيا.
• إغلاق المراكز الثقافية والمساجد التي تستخدم كواجهات للتجسس، وفرض رقابة أكثر صرامة على تمويلها.
• طرد السفير الإيراني وإغلاق السفارة الإيرانية في لندن للحد من النفوذ الدبلوماسي الذي تستخدمه طهران كغطاء لأنشطتها الاستخباراتية.
خاتمة
تمكن MI5 من إحباط 20 مخططًا إرهابيًا حتى الآن، لكن استمرار نشاط الحرس الثوري داخل بريطانيا يشكل تهديدًا متصاعدًا. استغلال المراكز الثقافية كأوكار للتجسس والتجنيد يؤكد مدى جرأة النظام الإيراني في تنفيذ مخططاته العدائية. ورغم التحذيرات المتكررة، فإن التساهل البريطاني المستمر قد يؤدي إلى تفاقم هذه المخاطر، مما يستدعي تحركًا سريعًا وحاسمًا لحماية الأمن القومي.