دعيت لأشارك بالانتخابات في سوريا مرة واحدة، بعدها لم أدع لأسباب أمنية أو لنقل بسبب نشوب الثورة في عام 2011 لم يعد هذا الأمر ممكناً، أما هذه الأيام يسيطر على المشهد السوري ما يسمى بالانتخابات، وكالعادة في مثل هذه الانتخابات الهزلية سيكون الرئيس بشار الأسد.
على الرغم من أنني دعيت لأشارك في الانتخابات إلا أنني لم أشارك بشكل فعلي، أي أنني لم أذهب إلى أي مركز وأضع في الصندوق أي ورقة كما كنت أحلم، رغم ذلك وضع اسمي ثلاث مرات، في ثلاث مراكز، وقد علمت في وقت سابق أنني انتخبت نفس الرئيس للصدفة!
كيف حدثت هذه الانتخابات من غير أن أشارك؟!، هذا السؤال لم يدوم طويلا، فقد حضر إلى بيتنا كل من المختار وأمين الفرقة الحزبية ومدير المدرسة، بعد أن طلب المختار من والدي أن يحصي العائلة، وأخذ أسماء العائلة معه، وبهذه الحالة تكون عائلتي صوتت للمرة الأولى، بعدها بقليل وصل إلى البيت أمين الفرقة الحزبية، وطلب جمع البطاقات الشخصية، حتى يتسنى لنا أن ننتخب مجدداً.
ظهر على وجهي العديد من إشارات الاستفهام، أخبرت أمين الفرقة الحزبية، أنه قبل قليل وصل المختار وقد أخذ جميع الأسماء، وعليه نعتبر مصوتون!، قال: "سأجمع الأسماء، وأضعها في الصندوق، فهناك أعداد كبيرة لم تصوت للسيد الرئيس بعد!.
لم تمض الساعة الواحدة ظهراً، حتى وصل مدير المدرسة المجاورة لمنزلنا، وطلب على الفور أن نجمع البطاقات، ونصوت للرئيس، فالوقت يمضي سريعاً على حسب ما زعم، أخبرته أن جميع العائلة قد صوتت، إلا أنه أصر أن نصوت في المدرسة، فهي المركز المعتمد للعائلة، وقال: "يوجد نقص في عدد المصوتين، ويجب أن تصوتوا، لا نريد أن تشعر المخابرات "المتواجدة بكثرة أمام المدرسة" أن الإقبال ضعيف!.
نعم، صوتنا بنعم!، رغم أننا لم نقلها إلا أن الأوراق وضعت في الصناديق، وحملت جميعها اسمي ورقم بطاقتي، وحقق الرئيس النصر الساحق في الانتخابات، لتكون النسبة 99,9 بالمئة!، على أنه يستحق أكثر من ذلك ثلاث مرات.