نهج الضغط الأقصى دون حسم المصير
رغم استمرار استراتيجية “الضغط الأقصى” ضد إيران، إلا أن واشنطن لم تتبنَّ بعد موقفًا حاسمًا بشأن تغيير النظام، مكتفيةً بتقييد مصادر تمويله وتقليص طموحاته النووية. ويأتي هذا النهج في ظل دعم متزايد داخل الكونغرس للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية (NCRI) كبديل ديمقراطي مشروع للنظام الإيراني.
تغير في المشهد السياسي الأمريكي
خلال جلسة استماع في الكونغرس، أكدت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمقاومة الإيرانية، أن المجتمع الإيراني يعيش حالة انفجارية، مشيرةً إلى أن النظام في أضعف حالاته منذ ثورة 1979. ويعكس ذلك تحولًا تدريجيًا في سياسة الولايات المتحدة، التي تسعى إلى إضعاف النظام دون اتخاذ خطوة صريحة لدعم إسقاطه.
القرار 166 في الكونغرس: دعم واضح للمقاومة
في خطوة لافتة، قدم مجلس النواب الأمريكي مشروع القرار H.Res.166، الذي يؤكد أن الجهود الغربية لتغيير سلوك النظام باءت بالفشل، وأن الحل يكمن في إقامة جمهورية ديمقراطية تعددية بقيادة الشعب والمقاومة الإيرانية. وقد شددت رجوي على أن الإيرانيين لا يطالبون بتدخل عسكري، بل بزيادة الضغوط الدولية لتمكين انتفاضتهم الشعبية من النجاح.
تصاعد الانتفاضات الشعبية ودور وحدات المقاومة
لعبت وحدات المقاومة دورًا حاسمًا في انتفاضات 2018، 2019، و2022، حيث اعتبر الكونغرس الأمريكي أن احتجاجات 2022 كانت أكبر تهديد للنظام خلال العقود الأربعة الماضية. ورغم إعدام النظام لأكثر من 1000 شخص في 2024 لقمع المعارضة، لا تزال موجات الغضب الشعبي تتصاعد، ما يُنذر باندلاع احتجاجات جديدة قد تكون أكثر تأثيرًا.
المقاومة كبديل مشروع: ضرورة الاعتراف الدولي
تشير التحليلات إلى أن نجاح أي انتفاضة شعبية يتطلب نهجين أساسيين من الغرب:
1. تصعيد الضغوط الاقتصادية والسياسية على النظام.
2. الاعتراف بالمقاومة الإيرانية كبديل شرعي.
مسيرة ضخمة في واشنطن
في 8 مارس، يتوقع أن تشهد العاصمة واشنطن مظاهرة حاشدة للإيرانيين الأمريكيين أمام الكونغرس، للمطالبة بـ سياسة أكثر حزمًا تجاه إيران، والاعتراف بـ المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية كبديل للنظام الحالي.
خاتمة: تغيير النظام بات ممكنًا
مع تصاعد الدعم الدولي للمقاومة، وتزايد الاحتجاجات الداخلية، يصبح تغيير النظام الإيراني أكثر واقعية من أي وقت مضى. ورغم تردد واشنطن في اتخاذ قرار حاسم، إلا أن الضغط الشعبي والسياسي المتنامي قد يدفعها نحو تغيير استراتيجيتها في المستقبل القريب.