في هذه الأيام، تمتلئ صحف الصباح الإيرانية بإشارات إلى النزاعات والصراعات داخل النظام، لكن ما يغيب عن المشهد هو أي جهد لحل مشاكل الشعب. هذا "صراع السلطة داخل الحكم"، أو ما يُعرف بـ"حرب الذئاب"، ليس لإنقاذ المجتمع من الفقر والأزمات، بل هو من أجل الحفاظ على السلطة واستمرارية هيكل يقترب يومًا بعد يوم من الانهيار. عندما تتحدث صحيفة "هم ميهن" عن "الخوف أو استعراض القوة"، فكأنها تشير إلى سؤال جوهري: هل هذه الخلافات نابعة من الضعف أم من محاولة فرض الهيمنة على المنافس؟ في كلا الحالتين، الواضح أن الشعب ليس له مكان في هذه المعادلة. الفصائل، من المتشددين في "كيهان" الذين يهتمون بـ"التوسط لترامب" إلى المعتدلين نسبيًا في "شرق" الذين يكتبون عن "قانون للحذف"، جميعهم منغمسون في لعبة بقاء تهدف فقط إلى تثبيت مواقعهم.
في هذا السياق، يشير "المعيار المزدوج لمصممي الاستجواب" الذي ذكرته "هم ميهن" إلى كيف تُستخدم الأدوات السياسية مثل الاستجواب لتصفية الحسابات وإقصاء الخصوم، وليس لتحسين الأوضاع. وكذلك، نقاش "تعديل قانون الجنسية وطريقة التعيين في المناصب الحساسة" الذي تطرقت إليه "هم ميهن" أيضًا يروي قصة سعي الفصائل للسيطرة على موارد السلطة، وليس معالجة القضايا الاجتماعية. في الوقت نفسه، تكشف "آرمان ملي" عن "منابر بهارستان ضد باستور"، مشيرة إلى الحرب العلنية بين البرلمان والحكومة؛ حرب ليست من أجل معيشة الشعب، بل لانتزاع حصة أكبر من كعكة السلطة. حتى "خراسان"، التي تقدم اقتراحًا ساخرًا "للثوريين المتطرفين"، تلمح إلى هذا الانقسام والتطرف الذي يخدم بقاء الفصائل، وليس الثورة أو المجتمع.
من ناحية أخرى، تحاول "كيهان" بخطها المعتاد اتهام المنافس بالتواطؤ مع الأجانب، لكن هذه الاتهامات ليست سوى جزء من صراع السلطة داخل الحكم، تُستخدم لتشويه سمعة الخصم وترسيخ مكانة الصحيفة نفسها. وفي الوقت ذاته، تتحدث "جوان" عن "القضاء على الجهل"، لكن من الواضح أن المقصود هو القضاء على أفكار المنافسين، وليس تثقيف الشعب. هذه التناقضات، سواء في التشريع أو الهجمات الإعلامية، لا علاقة لها بمطالب الشعب. عندما تكتب الصحف عن هذه الصراعات، فكأنها تروي مسرحية يكون الشعب فيها مجرد متفرج صامت وضحية؛ شعب يُسحق تحت وطأة التضخم والبطالة والظلم، لكن أيًا من هذه الفصائل لا تلقي له حتى نظرة عابرة.
الخلاصة: بقاء السلطة، وليس مستقبل الشعب
من خلال هذه المقالات والبيانات الحقيقية المتوفرة في مصادر موثوقة مثل المواقع التحليلية، نرى أن صراع السلطة داخل الحكم متجذر في طبيعة النظام الفاسد والمهتز. الفصائل، من المتشددين إلى المعتدلين ظاهريًا، جميعهم يسعون إلى شيء واحد: الحفاظ على أنفسهم في هيكل يتعفن من الداخل. هذا الصراع لا يقدم حلاً للأزمات ولا أملاً للشعب؛ إنه مجرد محاولة يائسة لمنع الانهيار الداخلي الذي يقترب كل يوم. تظهر البيانات أن هذه النزاعات جزء من استراتيجية النظام لصرف الانتباه عن إخفاقاته، بينما يزداد الفقر والقمع ليضيقا الحياة على المجتمع. هذه الحرب بين الذئاب تكشف عمق أنانية الحكام الذين يهتمون فقط ببقائهم، وليس بمستقبل إيران أو شعبها الذي سئم من هذه الألعاب.