يوم النصر للشعب الفلسطيني

فلسطيني يرفع علم فلسطين
فلسطيني يرفع علم فلسطين


ستبقى ملحمة غزة علامة فارقة في تاريخ فلسطين إلى الأبد، لقد أثبت الفلسطينيون أنهم (وكما كان يقول الرئيس الراحل ياسر عرفات) شعب الجبارين، وقد أثبتوا ذلك بعزيمتهم، وقوتهم، وصبرهم، وتحملهم كل الصعاب والمآسي والأحزان التي مروا بها على مدى خمسة عشر شهرا من الحرب، والدمار، والتجويع، والتهجير، وجرائم الحرب والإبادة الجماعية. لقد أثبت الفلسطينيون وبكل جدارة، وإيمان أن فئة قليلة تؤمن بقضيتها ومستعدة للتفاني من أجلها لا بد وأن يكون النصر حليفها. اليوم انتصر الشعب الفلسطيني بكل المقاييس وباعتراف جنرالات الإبادة أنفسهم، ووسائل الإعلام العالمية التي علقت على هذا الحدث الفريد.
لقد أثبتت معركة طوفان الأقصى أن دولة الاحتلال هي نمر من ورق بدون الدعم الأمريكي والغرب بشكل عام، وأن النصر الذي حققته ليس فقط على دولة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية، بل على كل من كان خلفها، وكل من دعمها، وكل من مدها بالسلاح والمال، وعلى كل الصهيونية العالمية، وأثبتت أيضا أن الفلسطينيين لم يدافعوا فقط عن غزة والضفة وعن قضيتهم التي أدار العرب ظهرهم لها، بل دافعوا عن كل العرب والمسلمين لأن الخطر الصهيوني لا يخص فقط الفلسطينيين، فدولة الاحتلال تقولها بالفم الملآن أن حدودها من الفرات إلى النيل، وربما وصلت إلى خيبر في ظل الانكسار العربي، والجري نحو التطبيع مع هذه الدولة التي تسعى لاحتلال أراضيهم، واستغلال ثرواتهم، وتجزئتهم، والتآمر على مستقبلهم.
اليوم نهنيء الشعب الفلسطيني البطل، المقدام، المعطاء، الذي شكل قلعة أمام الصلف، والعنف، والغطرسة، والإجرام لعدو لا يرحم، لقد دمر غزة الأبية، وارتكب جرائم بحق عشرات الألاف منهم، واغتال قادتهم، ولكن في النهاية خرج مهزوما مدحورا مقهورا يجر أذيال خيبته.
طوبى للفلسطينيين على نصرهم، طوبى لكل فلسطيني دفع دمه ثمنا للحرية، طوبى لكل أم ثكلى، ولكل أب مكلوم، طوبى لكل من مد يد العون لإخوتنا في المحنة، ولم يكونوا كأخوة يوسف الذين ألقوه في الجب واتهموا الذئب، لقد انتصر يوسف الفلسطيني على الإخوة الأعداء، وعلى كل ذئاب العالم الذين كانوا يريدون أن يبقوه في الجب.