تنفيذ 1000 عملية إعدام في إيران يعكس خوف النظام من الانتفاضة الشعبية

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

في عام 2024، الذي انقضت أيام قليلة على نهايته، شهدت إيران تنفيذ أكثر من 1000 عملية إعدام وفقًا للإحصائيات المعلنة، وهو رقم غير مسبوق في العقود الثلاثة الماضية لدولة تُعتبر الأولى عالميًا من حيث عدد الإعدامات نسبةً لعدد السكان. تُظهر هذه الأرقام توجه النظام الإيراني لاستخدام الإعدام كوسيلة لترهيب الشعب وقمع الانتفاضات التي تهدد بقاءه.

تصعيد الإعدامات وانعكاساتها

تصاعدت الإعدامات بشكل ملحوظ في عام 2024، حيث بلغت 1000 حالة إعدام، بزيادة نسبتها 16% عن عام 2023، الذي شهد 864 عملية إعدام. ومن اللافت أن نحو 47% من هذه الإعدامات نُفذت في الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام، في وقت كان فيه النظام يواجه ضغوطًا متزايدة داخليًا وخارجيًا. تأتي هذه الإعدامات كجزء من سياسات القمع التي ينتهجها خامنئي، الذي يسعى لخلق أجواء من الخوف لوقف أي تحرك شعبي ضد حكمه.

الموقف الدولي

أثارت هذه الإعدامات موجة من الإدانات الدولية. ففي بريطانيا، أدان أكثر من 250 نائبًا من البرلمان البريطاني الإعدامات الممنهجة في إيران، واعتبروها أداة قمع تستهدف القضاء على المعارضين السياسيين والمتظاهرين. كما دعوا إلى ضرورة محاكمة قادة النظام على الجرائم ضد الإنسانية.

قالت البارونة أولون، عضو مجلس اللوردات البريطاني: "يجب على حكومتنا دعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة لتحقيق العدالة والحرية".

ردود فعل المقاومة الإيرانية

من جانبها، أكدت مريم رجوي، الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، أن هذه الإعدامات لن تؤدي إلا إلى زيادة تصميم الشعب الإيراني على إسقاط الديكتاتورية. وذكرت أن هذه الجرائم الوحشية تُظهر عجز النظام عن مواجهة الأزمات المتزايدة التي تحيط به، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي.

كما دعت السيدة رجوي المجتمع الدولي إلى اتخاذ خطوات عملية لوقف الإعدامات في إيران، وشددت على أهمية دعم الشعب الإيراني وكفاحه من أجل الحرية والديمقراطية.

تصاعد الغضب الشعبي

على الرغم من تصعيد النظام لحملات الإعدام، شهدت البلاد موجة من العمليات الثورية نفذها شباب الانتفاضة، استهدفت مراكز القمع ورموز النظام. تضمنت هذه العمليات إشعال النيران في مقرات الباسيج والحرس الثوري، بالإضافة إلى استهداف صور ورموز قادة النظام في عدة مدن، ما يُظهر استعداد الشعب للتصدي للنظام وردعه عن الاستمرار في سياساته القمعية.

النظام في مواجهة السقوط

يشعر النظام الإيراني برعب متزايد من تصاعد الغضب الشعبي والانتفاضات المتكررة، خاصة مع الانهيارات الإقليمية التي تعصف بحلفائه، كالنظام السوري. في مواجهة هذا الواقع، لم يجد خامنئي وسيلة سوى تصعيد الإعدامات لتعزيز قبضته على السلطة.

الختام

إن تصعيد الإعدامات في إيران يعكس ضعف النظام وتهاويه. لكن هذه الجرائم لن تمنع سقوطه، بل ستُسرّع من وتيرة الانتفاضات الشعبية التي تطالب بالتغيير الجذري. المجتمع الدولي مطالب اليوم بموقف حاسم لدعم الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، وإيقاف آلة الإعدام التي يستخدمها النظام لقمع كل صوت معارض.