تغير ساحة اللعب: اعترافات وسائل الإعلام للنظام الإيراني

المرشد الإيراني علي خامنئي
المرشد الإيراني علي خامنئي

بعد سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، واجه النظام الإيراني تحت قيادة علي خامنئي تحديات كبيرة. في محاولة لاستعادة روح معنوية قواته المحبطة، استخدم خامنئي خطابات مليئة بالأكاذيب والتشويه. كان هدفه إخفاء الهزائم الاستراتيجية التي تعرض لها النظام، ولكن الأحداث المتسارعة في المنطقة جعلت من الصعب عليه الاستمرار في هذه المحاولات.

في خطاب له في 11 ديسمبر، أدلى خامنئي بتصريحات بعيدة عن الواقع، حيث قال: "الشباب السوريون الشجعان سينهضون." هذه التصريحات جاءت في وقت كان فيه الشعب السوري يحتفل بتحقيق انتصارات كبيرة ضد نظام الأسد. تصريحات خامنئي، التي بدت وكأنها تعيش في عالم آخر، تعكس عدم قدرته على مواجهة الحقائق المريرة التي تعيشها قواته.

خوف خامنئي من العواقب المحتملة لهذه الهزائم كان واضحًا، حيث أعلن أن الإشارة إلى الهزائم أو إحباط معنويات قوات الباسيج تُعتبر جريمة يعاقب عليها القانون. هذا الإجراء يعكس حجم القلق الذي يعيشه النظام من تأثير هذه الهزائم على معنويات قواته.

لكن الحقيقة هي أن وسائل الإعلام المحلية، التي كانت في السابق تدعم النظام، لم تعد قادرة على إخفاء هذه الهزائم. في الأسابيع الأخيرة، نشرت العديد من وسائل الإعلام تحليلات تشير بوضوح إلى قلق النظام من فقدان نفوذه الإقليمي. على سبيل المثال، كتبت صحيفة هم‌میهن: "سقوط بشار الأسد ليس مجرد حدث مهم لسوريا، بل له تداعيات واسعة في الشرق الأوسط." هذه التصريحات تعكس مدى ارتباط مصير النظام الإيراني بمصير الأسد، وتظهر أن سقوطه يمثل ضربة قاسية لطهران.

كما أكدت صحيفة ستاره صبح أن "ساحة اللعب قد تغيرت"، مشيرة إلى أن الأحداث المقبلة قد تعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وهذا يعني أن الظروف التي كانت في صالح إيران لم تعد موجودة، وأن النظام قد يواجه تحديات جديدة من دول مثل تركيا وإسرائيل والولايات المتحدة.

تظهر هذه الاعترافات أن العمق الاستراتيجي للنظام الإيراني تعرض لضربة كبيرة مع سقوط الأسد. شرعية خامنئي تراجعت بشكل ملحوظ، حتى بين مؤيديه، حيث لم تعد شعاراته قادرة على إخفاء واقع الهزائم المتكررة. العديد من المقاتلين الذين تم تجنيدهم تحت شعار "المقاومة" يواجهون الآن واقعًا مؤلمًا من الخسائر والتضحيات.

هذه الإحباطات باتت واضحة بين قوات الباسيج وحرس النظام، وحتى بين الدبلوماسيين. عباس عراقجي، أحد الدبلوماسيين البارزين، اعترف بأن "سوريا عملاً خرجت من محور المقاومة." هذا الاعتراف يعكس مدى القلق الذي يعيشه النظام من تآكل نفوذه الإقليمي.

حاول خامنئي معالجة الأزمات العميقة التي يعاني منها نظامه من خلال خطابات مليئة بالتضليل، لكن الحقيقة هي أن الثقة في قيادته تتآكل بشكل متسارع. هذه الأزمات، التي تنعكس في وسائل الإعلام الرسمية، تشير إلى أن النظام الإيراني يواجه تحديات كبيرة، وقد يكون على وشك انفجار اجتماعي نتيجة تراكم الأزمات الداخلية والخارجية.

في الختام، يمكن القول إن الأحداث الأخيرة في سوريا قد غيرت قواعد اللعبة في المنطقة، وأظهرت أن النظام الإيراني في موقف ضعيف للغاية. التحديات الجديدة التي تواجهه، سواء على الصعيد الداخلي أو الخارجي، قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في معادلات القوة في الشرق الأوسط.