نيران الانتفاضة: استمرار الثورة في إيران

من المظاهرات
من المظاهرات

في يوم الأربعاء 25 ديسمبر 2024، وبمناسبة الذكرى السنوية لانتفاضة عاشوراء 2009، شهدت طهران تصاعدًا في أعمال الاحتجاج التي قام بها شباب الانتفاضة. هؤلاء الشبان أظهروا من خلال هجماتهم المستهدفة على مراكز القمع والظلم، أن روح الثورة لا تزال مشتعلة. ففي الوقت الذي يعاني فيه النظام الكهنوتي من أزمات شديدة بسبب الانهيار الاستراتيجي في المنطقة، نجد أن بركان الانتفاضة لا يزال يتفجر، مهددًا أركان السلطة الحاكمة.

بعد ثلاثة أيام من انتفاضة عاشوراء 2009، عبر مسؤولون حكوميون عن مخاوفهم من تزايد نشاطات المعارضة. أحد القادة، علم الهدى، أشار في مظاهرة مضادة إلى أن الحركات الاحتجاجية التي شهدتها العاصمة كانت مدعومة من "المنافقين" الذين قاموا بتوجيه الشعارات. هذا الاعتراف يعكس حالة من الذعر تسود بين قادة النظام، الذين يدركون أن هذه الانتفاضات تهدد وجودهم.

في سياق مماثل، العميد قاسمی، أحد القادة العسكريين، أوضح شعوره بأن الأمور قد انتهت بالنسبة للنظام. وصف كيف شعر بتزايد الضغوط الشعبية، مشيرًا إلى أن العديد من الأفراد كانوا يتوسلون لحذف أسمائهم من قوائم البسيج، مما يعكس فقدان الثقة في النظام. هذه الشهادات تظهر أن العديد من المواطنين يشعرون بأن النظام قد وصل إلى نهايته المحتومة.

قائد المقاومة، في دروسه للشباب، أكد أن النقاشات حول الانتخابات الرئاسية لم تعد ذات أهمية، بل إن التركيز الآن هو على الشعارات الجذرية التي تطالب بإسقاط ولاية الفقيه. هذه التحولات تعكس تزايد الوعي الشعبي ورفض السيطرة الدينية القائمة.

في 16 فبراير 2011، أكد أحمد خاتمي، أحد المتحدثين باسم النظام، أن الاحتجاجات كانت مشابهة لما حدث في عاشوراء. هذه التصريحات تشير بوضوح إلى أن النظام لا يزال يعيش في حالة من الإنكار، غير قادر على فهم الأسباب الحقيقية وراء هذه الاحتجاجات.

في 25 ديسمبر 2024، وبمناسبة ذكرى عاشوراء، قام شباب الانتفاضة بشن هجمات على مراكز القمع في طهران، حاملين شعارات تدعو إلى إسقاط النظام. هذه الهجمات تضمنت استهداف قواعد البسيج ومراكز التعليم العالي، بالإضافة إلى إحراق صور خميني وخامنئی، مما يعكس تصاعد الغضب الشعبي.

مع استمرار هذه الانتفاضات، يبدو أن نيران الثورة تتسع وتنتشر في جميع أنحاء إيران. الشباب، الذين يمثلون عصب المقاومة، يواصلون تحدي النظام، مؤكدين على عزمهم على تحقيق التغيير. إن هذه الأحداث ليست مجرد ردود فعل عابرة، بل هي تجسيد لرغبة عميقة في الحرية والعدالة.

خلاصة

تظهر الأحداث الأخيرة في إيران أن الانتفاضة لا تزال حية، وأن الشباب الثائرون مستعدون للمضي قدمًا في نضالهم ضد النظام. في ظل الأزمات المتزايدة، يبقى الشعار الرئيسي هو "ليسقط مبدأ ولاية الفقيه"، مما يدل على أن الثورة الإيرانية مستمرة في التقدم نحو تحقيق أهدافها. إن هذه الأحداث تمثل علامة فارقة في تاريخ النضال من أجل الحرية في إيران، مما يدعو الجميع إلى متابعة مجريات الأمور عن كثب.