عواقب سقوط الأسد: تداعيات استراتيجية على خامنئي ونظامه

احتفالات بسقوط النظام السوري
احتفالات بسقوط النظام السوري

بعد أسبوعين من سقوط النظام السوري، يظهر بوضوح حجم الزلزال السياسي الذي هزّ أركان ولاية الفقيه في إيران، بقيادة خامنئي، مع تصاعد الانتقادات الداخلية والخارجية التي باتت تواجه النظام. الحدث الذي شكّل انهيارًا لعمق استراتيجي طالما اعتبره النظام الإيراني ضمانة لاستمرار مشروعه التوسعي، أصبح الآن موضوعًا للنقاش العلني داخل إيران وخارجها.

تصدعات داخل النظام

خامنئي، في أول تعليق له على الهزيمة في سوريا، وصف “التشكيك في النظام” بـ“الجريمة”، في محاولة للتقليل من حجم الكارثة. لكنه واجه تصاعدًا في الاحتجاجات الداخلية، حيث وصف بعض المسؤولين الوضع بأنه انهيار شامل لأهداف النظام في المنطقة.

الإعلام الرسمي لم يستطع إخفاء الحقيقة، بل أكد على الخسائر الاستراتيجية التي تعرض لها النظام. صحيفة هم ميهن كتبت عن "عواقب سقوط الأسد"، مشيرة إلى أن هذا الحدث ضرب قدرة إيران على الردع الإقليمي، بينما أشارت ستارة صبح إلى تغييرات جذرية في المشهد السياسي الدولي والإقليمي ضد مصالح إيران.

التداعيات الإقليمية

لم يقتصر تأثير سقوط الأسد على سوريا وحدها، بل امتد إلى لبنان، حيث بدأ النفوذ الإيراني يتراجع بشكل واضح. وصفت التقارير الإعلامية الوضع بأنه انهيار "محور المقاومة"، الذي كان يعتمد على دعم سوريا. الإعلام الإيراني وصف لبنان بأنه مرآة تعكس ضعف إيران في المنطقة، مشيرًا إلى تأثير التغيرات في ميزان القوى على السياسات الإقليمية.

اعترافات صريحة من داخل النظام

من أكثر الاعترافات إثارة للدهشة كان تصريح الملا حسين طائب، مستشار الحرس الثوري، الذي أقر بأن سقوط الأسد شكّل "ضربة كبرى" لجبهة المقاومة. وأضاف بأن هذا التغيير يعكس تراجعًا كبيرًا في قدرة النظام على إدارة ملفاته الإقليمية.

أصوات معارضة تتحدى السرد الرسمي

رغم محاولات القمع، ظهرت أصوات داخل النظام تنتقد سياسات خامنئي علنًا. سليماني أردستاني، أحد أعضاء مجلس مدرسي حوزة قم، أشار إلى أن التدخل الإيراني في سوريا كان "خطأ استراتيجيًا فادحًا"، داعيًا النظام إلى الاعتذار للشعب بدلاً من التبرير.

الخاتمة: مأزق خامنئي واستحالة التراجع

سقوط الأسد لم يكن مجرد حدث إقليمي عابر، بل نقطة تحول استراتيجية تهدد بنية النظام الإيراني. تراجع النفوذ الإيراني في سوريا ولبنان، إلى جانب تصاعد الانتقادات الداخلية، يعكس ضعفًا متزايدًا في قدرة خامنئي على الحفاظ على مشاريعه التوسعية.

النظام الإيراني الآن في وضع لا يمكن فيه العودة إلى الوراء، حيث أصبحت خسائره الإقليمية تهديدًا وجوديًا قد يدفعه نحو مزيد من العزلة والانهيار.