يشير التغيير الجذري في النظام السوري إلى رسالة مهمة للشعب الإيراني: التغيير في الشرق الأوسط أمر ممكن وقابل للتحقيق. سقوط الأنظمة الاستبدادية، كما حدث في سوريا، يحمل دلالات كبيرة بالنسبة لشعوب المنطقة، ولا سيما الإيرانيين الذين يسعون للخلاص من نظام الملالي.
هذا ما أكده الجنرال جيمس جونز، مستشار الأمن القومي الأمريكي السابق، خلال مؤتمر في مجلس الشيوخ الأمريكي بتاريخ 11 ديسمبر 2024، حيث تحدث عن "السياسات التخريبية للنظام الإيراني ودعمه للإرهاب".
النظام الإيراني: رأس الأفعى
أوضح الجنرال جونز أن النظام الإيراني هو "رأس الأفعى" في دعم الإرهاب وإثارة الحروب في المنطقة. وأشار إلى أن سقوط نظام الأسد في سوريا يمثل علامة فارقة، مؤكداً أن هذا الحدث يجب أن يلهم الشعب الإيراني للإيمان بأن التغيير في بلدهم أمر قابل للتحقيق. وأضاف قائلاً: "النظام الإيراني يعيش على حافة الهاوية، ولكنه يظل نظامًا خطيرًا".
وفي سياق كلمته، شدد الجنرال جونز على ضرورة التخلي عن سياسة الاسترضاء مع النظام الإيراني، حيث قال: "سياسة الاسترضاء لا تنجح مع هذا النظام. يجب أن يكون التعامل مع النظام الإيراني حازمًا وواضحًا".
دعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
أكد الجنرال جونز أن الطريق لتحقيق تغيير ديمقراطي في إيران يمر عبر دعم المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وبرنامج السيدة مريم رجوي المكون من 10 مواد، مشيرًا إلى أن هذا البرنامج يُعتبر خارطة طريق لتحقيق ديمقراطية شبيهة بالمبادئ الجيفرسونية التي أسست الولايات المتحدة الأمريكية.
وأشاد الجنرال جونز بالمظاهرات الحاشدة التي نظمها أنصار المقاومة الإيرانية في باريس وبرلين خلال العام الماضي، والتي شهدت مشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص الداعمين للتغيير في إيران.
خطة من خمس خطوات للتغيير في إيران
حدد الجنرال جونز خمس خطوات عملية لدعم التغيير في إيران:
توعية الرأي العام: زيادة الوعي في وسائل الإعلام الأمريكية والعالمية حول المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ورؤيته لمستقبل إيران.
الدعم السياسي: تعزيز دعم الكونغرس الأمريكي لمطالب الشعب الإيراني في الحرية والديمقراطية.
إلهام الأمل: منح الشعب الإيراني الأمل في مستقبل أفضل، والتأكيد على وجود خطة واضحة لمرحلة ما بعد النظام.
تشديد العقوبات: فرض عقوبات اقتصادية أشد قسوة على النظام الإيراني، خصوصًا على قطاع النفط.
منع التسلح النووي: الحيلولة دون حصول النظام الإيراني على أسلحة نووية أو وسائل لنقلها.
رؤية لمستقبل ديمقراطي
وفي ختام كلمته، دعا الجنرال جونز إلى أن يكون برنامج السيدة مريم رجوي المكون من 10 مواد ودستور إيران المستقبلي بمثابة دليل للمسار الديمقراطي الذي سيقود إيران إلى الحرية. وأكد أن المجتمع الدولي يتحمل مسؤولية الوقوف بجانب الشعب الإيراني في نضاله لإسقاط نظام الملالي وإقامة جمهورية ديمقراطية حرة.
الرسالة الأهم
التغيير في سوريا هو إشارة واضحة بأن الأنظمة الاستبدادية، مهما طال أمدها، لن تصمد أمام إرادة الشعوب. وعلى الشعب الإيراني أن يستمد العزم من هذه الدروس، حيث إن سقوط النظام الإيراني بات أقرب من أي وقت مضى.