نظام الأسد الأب والابن وحصار سوريا!

صورة تعبيرية لمجسم بشار الأسد خلف القضبان(خاص بالسوري اليوم)
صورة تعبيرية لمجسم بشار الأسد خلف القضبان(خاص بالسوري اليوم)

في بداية التسعينيات، كادت العقوبات الأمريكية على سوريا أن تؤتي أوكلها، حيث فقد حينها من الأسواق أغلب المواد الغذائية الأساسية كالسمنة والزيت والسكر، ولولا حدوث حرب الخليج الثانية واجتياح الجيش العراقي دولة الكويت!، لربما كان المشهد السوري تغير بشكل كبير حينها.

بدأت الأحداث تتغير رويدا رويدا، حتى تكللت بزيارة الرئيس الأمريكي بل كلينتون في عام ١٩٩٧، ليعتبر هذا العام هو عام عودة الاقتصاد السوري تدريجيا إلى طبيعته قبل أن يوجد في هرم السلطة حافظ الأسد.

في سنوات الحصار الاقتصادي الذي فُرض على سوريا، كانت أغلب المواد تهرب إلى الأراضي السورية قادمة من الدول الجارة وأبرزها لبنان، طرق التهريب كانت كثيرة ومتنوعة، منها التهريب بشكل فردي، فالشخص العائد إلى سورية قادما من لبنان يجلب معه القليل من المواد الضرورية، والطريقة الثانية التي كانت تدخل البضائع بها إلى سوريا، هي عن طريق شراء مناوبات وحواجز كاملة من رجال الأمن السوري المتواجد وبكثرة في لبنان، وعندما يتم شراء هذه المناوبات والحواجز يتم ادخال السيارات وبأعداد كبيرة إلى دمشق! وذلك رغم أن لبنان كانت تعاني من الحرب الأهلية التي قضت على الغالي والرخيص في البلاد إلا أن التواجد السوري جعل من لبنان ميناء لجلب البضائع والشحن، وكله ضمن القانون! كما كان يصفه تجار الجملة في سوريا.

المضحك المبكي في الحصار الأول، أن نظام الأسد الأب كان يشارك العالم في حصاره للشعب السوري، حيث كان يشن حملاته على التجار والمحال التجارية، ويصادر كل البضائع الأجنبية بحجة أنها مهربة، لم يختلف الأسد الابن كثيرا عن والده، فهو أيضا يشارك في الحصار المفروض على الشعب السوري من خلال قتل وتهجير السوريين منذ ما يقارب العشر سنوات، حيث يعتبر الحصار الجديد الأقوى والأشد على السوريين، فقد زاد بشار على أبيه وهجر ما يزيد عن ثلث الشعب السوري خارج البلاد.