الفيل والحمار أمام باب البيت الأبيض، من سيدخل أولا؟

المرشحان للرائاسة الأمريكية دونالد ترامب، وكامالا هاريس
المرشحان للرائاسة الأمريكية دونالد ترامب، وكامالا هاريس


بعد بدء التصويت في الانتخابات الأمريكية التي يتنافس فيها عن دونالد ترامب عن حزب الفيل، وكامالا هاريس عن حزب الحمار. الأول يخوض الانتخابات للمرة الثانية ضد امرأة بعد فوزه بالأولى ضد هيلاري كلينتون الشقراء، والثانية أخذت عصا السبق من يد الرئيس جو بايدن بعد أن سحب ترشحه من حملة الانتخابات بسبب سنه التي لم تعد تسمح له بمتابعة هذا المنصب ويتوعد ترامب بالفوز ضد هاريس السمراء الذي غمز من أصلها سابقا، كما فعل بهيلاري الشقراء، أعين العالم أجمع تنظر باتجاه واشنطن، وخاصة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ينتظر بفارغ الصبر فوز صديقه ترامب الذي يعتقد أنه سيدعمه في حربه على حماس وحزب الله، وربما يشرع له باحتلال غزة، والضفة الغربية.. فهو في ولايته الأولى شرع له ضم الجولان السوري، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس في إشارة إلى أنها عاصمة إسرائيل الأبدية، أما من هم ضد ترامب خاصة الاتحاد الأوربي الذي يرى فيه تهديدا لمصالح دول الاتحاد خاصة وأنه صرح سابقا أن من لا يدفع ما يترتب عليه كعضو في حلف الناتو سيجيز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين باحتلال بلاده. ومهما يكن من تكهنات وآماني المعسكرين فإن ترامب يقول بأنه سينهي حربي غزة ولبنان وأوكرانيا بضربة عصا سحرية، أما العرب الذين لم يتيقنوا إلى الآن أن أنى كان الفائز فسيكون ضدهم ويكون بالطبع مع إسرائيل، فكيف لا وهو الصديق الحميم لنتنياهو وكان يهاتفه بشكل شبه يومي خلال الحملة الانتخابية. كل الرؤساء الأمريكيين من روزفلت إلى ترومان، وأيزنهاور، وكنيدي، وجونسون، ونيكسون، وفورد، وكارتر، وريغان، وبوش الأب، وكلينتون، وبوش الإبن، وأوباما، وترامب، وبايدن، لم ينصف واحد منهم القضايا العربية، بل انصب جل اهتمامهم بالدفاع المستميت عن إسرائيل ضد العالم أجمع، ويحقن شرايينها بالدولار، وأذرعها بآخر صرعات السلاح الأمريكي وذخائره، فإذا فاز ترامب المتحرش بالنساء، وللقيم الديمقراطية، وللأقليات، واللاجئين، فإنه سيتوافق طبيعيا مع صديقه الوفي نتنياهو قاتل الأطفال والمدنيين، ويرتكب جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب، والتمييز العنصري، والذي بدوره خان زوجته سارة، والذي تلاحقه المحاكم بتهم الفساد أيضا، فلا يترجى العرب من الإدارة الجديدة خيرا أكان الذي سيدخل البيت الأبيض فيلا أم حمارا.