كلنا لبنان

"سعيد من كان له مرقد عنز في لبنان" هذا ما كان يقوله العثماني عندما كانت لبنان تحت سيطرته.

لبنان الجمال، لبنان الفن والثقافة، لبنان الفرح الممتد مع البحر، لبنان موئل الهاربين من الظلم، لبنان العزة، ولبنان موال جميل على سفح الهرمل وضهور الشوير وصنين، لبنان النسمة المعطرة في فاريا، وصوفر، وبحمدون، وشتورا، لبنان الحضارة في صيدا وصور وجبيل وبعلبك..

لبنان الماء العذب في زحلة وجعيتا والليطاني والكلب، لبنان المأوى، ولبنان بلسم الجرح.


نحن السوريين الذي كنا دائماً سنداً للبنان في شدته، كان لبنان أيضاً سنداً لنا في شدتنا، لبنان فتح أبوابه لنا وقال ادخلوها آمنين.

اليوم يتعرض لهجوم بربري ووحشي من قبل دولة الاحتلال والإجرام ونحن نقف معه كدولة وكشعب وكمصير مشترك،

نحن ظهيره، وهو متنفسنا. وما يصيبه يصيبنا في كل العصور والدهور هو ضلع ملتصق بنا، ونحن جسد ملتصق به، هي وحدة الشعبين، والتاريخ، والجغرافيا، لا ينفصم أحدنا عن الآخر ولو اختلفنا في شيء نتوافق في أشياء،

وكل اعتداء عليه هو اعتداء علينا والعدو المشترك لا يفرق بيننا والأحداث اليومية تثبت ذلك، هو يسعى لتدميرنا معاً ويحتل أراضينا ويفرق ما بيننا طائفياً وعرقياً ويضرب الأسافين في تلاحمنا، فلا تدعوه ينجح في مسعاه، وتحقيق مشروعه على حساب أرضنا، ولقمتنا، ودم أطفالنا، لا تدعوه يدمر قواعد تقدمنا، ويهشم صمودنا، ويمرغ كرامتنا بالتراب.

فهذا ما يبحث عنه، ومن خلفه كل المتآمرين على عالمنا العربي كله، هم يبحثون عن تفريقينا ليقتل احدنا الآخر، التفرقة بين جمهوريين وملكيين، بين موالين لهذه الدولة أو تلك، بين عرب وأكراد وتركمان وشركس، بين شيعة وسنة وعلويين وموحدين واسماعليين إيزيديين ومسيحيين، وأقباط، وسواهم، لا تدعوه ينجح في مخططاته الهادفة إلى توسيع دولته حتى تصبح الدولة الأكبر والأقوى والأعظم في الشرق الأوسط، وحينها سيسطر علينا جميعا ويجعلنا عبيدا لا يفرق بين عربي وكردي، ومسلم ومسيحي. ولات حين مناص.