البوصلة الإفريقية تتجه نحو الصين

المنتدى الصيني الإفريقي
المنتدى الصيني الإفريقي


من المؤكد أن القلق يساور العالم الغربي بأكمله وخاصة الدول الاستعمارية السابقة (فرنسا، بريطانيا، إيطاليا، بلجيكا) من توجه 50 دولة إفريقية نحو الصين لعقد قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، فبعد طرد فرنسا ومالي والجابون والنيجر
تتواصل الضربات الموجهة للمصالح الفرنسية في قارة إفريقيا، لصالح التمدد الصيني الروسي.
إذ تعهد الرئيس الصيني شي جين بينغ الخميس، بزيادة دعم الصين للقارة الأفريقية الأسرع نموا في العالم بتمويل يبلغ نحو 51 مليار دولار، ودعم المزيد من مبادرات البنية الأساسية وتعهد بخلق ما لا يقل عن مليون فرصة عمل.
وقال شي في كلمته بقمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي لوفود أكثر من 50 دولة أفريقية، إن ثاني أكبر اقتصاد في العالم، سينفذ 30 مشروعا للبنية التحتية الأساسية في أنحاء القارة الغنية بالموارد، وسيقدم مساعدات مالية بقيمة 360 مليار يوان (50.70 مليار دولار).
وأضاف: “الصين مستعدة لتعزيز التعاون مع أفريقيا في مجالات الصناعة والزراعة والبنية التحتية والتجارة والاستثمار”.
ودعا إلى “شبكة بين الصين وأفريقيا تتضمن روابط برية وبحرية وتطويرا منسقا”.
لم تفهم هذه الدول الاستعمارية التي نهبت كل ثروات العالم في آسيا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية أنه سيأتي يوم وتستيقظ هذه الدول المستعمَرة لتأخذ بناصية مستقبلها ومستقبل أجيالها، ولم تفهم هذه الدول المستعمِرة أن هجرة ملايين الأفارقة إلى أوربا لا تحل بتوكيل بعض دول شمال إفريقيا بأن تلعب دور السد المنيع لمنع الهجرة مقابل حفنة دولارات، لأن سبب الهجرة الأول هو افتقار هذه الدول لإمكانيات إيجاد مواطن عمل لهذا الجيل الصاعد الذي لم يجد أمامه سوى التطلع للهجرة إلى أوربا التي تمثل بالنسبة له الإلدورادو الموعود. لقد فهمت الصين أن صداقة الدول والشعوب لا تأتي إلا عبر التنمية المستدامة كي تتمكن هذه الدول من بناء اقتصاد قوي بما يعود بالنفع عليها وعلى من ساعدها، فمع نمو الاقتصاد المتعثر، وزيادة امكانياتها المالية، وبناء بنيتها التحتية ستحفظ للدولة التي ساعدتها جميل صنعها وتوثق علاقاتها معها، لم تفهم الدول المستعمرة هذه القاعدة التي تسير عليها الصين، لأن جل همها كان نهب أكبر قدر من ثروات البلاد الغنية بالمواد الأولية، والزراعية التي كانت تصدر بأرخص الأثمان. ولكن لا ينفع الندم بعد فوات الأوان، فالصين عرفت كيف تتعامل مع الشعوب المغلوب على أمرها. ودخلت القارة السمراء من أوسع أبوابها التي خرج منها المستعمر القديم.