لا يقتصر التطرف الديني على بعض الأديان دون غيرها فظهور الطالبان في باكستان وأفغانستان في فترة ما بعد رحيل الاتحاد السوفييتي ثم الحرب الأمريكية التي دامت 20 سنة هناك ورحلت عن أفغانستان بعد أن منيت بخسائر كبيرة هناك. المرآة في أفغانستان لا تتمتع بكثير من الحقوق، بل تطبق عليها قوانين مجحفة على المستويات المختلفة. ولكنهم ليسوا الوحيدين في هذه الساحة. إذ أعلنت النيابة العامة في غواتيمالا أنها فتحت تحقيقاً بشبهة سوء معاملة أطفال وارتكاب جرائم عنف جنسي وزواج قسري، في صفوف طائفة "ليف طاهور" اليهودية المتشددة، التي تتمركز في عقار قرب العاصمة غواتيمالا. وتضيف أن "هناك شكاوى تفيد بحصول زيجات (قسرية)، وفتيات صغيرات حوامل، وسوء معاملة داخل الطائفة". و"ليف طاهور" التي تعني بالعبرية "القلب الطاهر"، هي طائفة تشكلت في ثمانينيات القرن الماضي، وتعتمد تطبيقاً متشدداً للديانة اليهودية يقوم خصوصا على إلزام النساء بارتداء نقاب أسود يغطيهن من الرأس إلى أخمص القدمين. وحسب الادعاء العام، فإن حوالي 50 أسرة من جنسيات مختلفة تشكّل جزءاً من هذا المجتمع، حيث يعيش حوالي مئة قاصر. وأحصى القاضي 29 طفلاً، لكن الطائفة منعته من استجوابهم أو التحقق من صحتهم.، وعلى شبكة "إكس" للتواصل الاجتماعي، اتهمت "ليف طاهور" النيابة العامة "بتنفيذ حملة اضطهاد ضد طائفتنا، بدافع فقط من التعصب الديني والتمييز.. وبمشاركة دولة إسرائيل". وكانت المكسيك قد اعتقلت عام 2022، أفراد من الطائفة بتهم اتجار بالبشر وارتكاب جرائم جنسية "فادحة"، وفقا لما ذكرته صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية. وتعتبر هذه الطائفة حديثة التشكيل الذي يعود إلى ثمانينيات القرن الماضي، وهذا يعني أن التطرف الديني يمكن أن يتشكل في أي زمان ومكان، ويمكن أن يقترن بالعنف كما حصل مع تشكيل داعش في العراق والشام، والتطرف ما من شأنه سوى نسج الظلامية حول أفراد الطائفة، أو المجتمع الذي تسيطر عليه كما يحصل اليوم في أفغانستان. إن تقدم المجتمعات، والدول لا يتم إلا بالانفتاح على العالم، ومواكبة التقدم بتطوير التعليم والثقافة. وإلا فإن المجتمعات المنغلقة ستبقى تراوح في مكانها في الوقت الذي تتسابق فيه الشعوب في الحصول على المعرفة والتقنيات الحديثة.