ديكتاتورية منصات التواصل الاجتماعي

الإعلامي الدتور باسم يوسف
الإعلامي الدتور باسم يوسف


ما الفرق بين ديكتاتورية منصات التواصل الاجتماعي، والأنظمة السياسية الديكتاتورية التي تخنق حرية الرأي والتعبير؟ في الواقع أن معظم المنصات الكبرى من إكس، وفيس بوك، وانستاغرام، ويوتيوب هي أمريكية، وهذه المنصات تتحكم بمحتويات المشاركين بها، ولاشك أن هذه المنصات الإعلامية الكبرى التي أنشأت إعلاما أفقيا موازيا، وأي وسيلة إعلام أخرى لها الحق في ذلك إذا كان المحتوى يدعو للعنصرية، أو الإباحية، أو فيه التجني بألفاظ مسيئة لشخص آخر أو لجهة معينة، أو يقدم أخبارا كاذبة وزائفة.. باختصار كل ما يتعلق بأخلاقيات المهنة الصحفية. ولكن إذا كان الأمر متعلق برأي لا يمت بصلة إلى كل المحظورات التي تنص عليها أخلاقيات المهنة فهو يدخل في باب المساس بحرية الرأي والتعبير. والملفت بالأمر أن هذه المنصات تحذف حسابات أشخاص يعبرون عن رأيهم فيما يخص دولة الاحتلال من عرب وعجم وفرنجة، ففي آخر عملية حذف وليس الأخيرة قامت منصة "إكس" التابعة لآلان ماسك الذي كنا نعتبر أنها تحافظ على التوازن وتتمسك بحرية الراي والتعبير كما صرح مالكها قبل الاستحواذ عليها قامت المنصة بشكل مفاجيء بحذف حساب الدكتور الإعلامي باسم يوسف (ويحمل الجنسية الأمريكية) الذي يتابعه أكثر من مليون شخص حول العالم وخاصة في البلدان الأنغلوفون، وذكر ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، أن منظمة تدعى "أوقفوا معاداة السامية"، شنت حملة ضد يوسف، حيث اختاره شخصية الأسبوع المعادية للسامية بزعمها، ويعرف عن يوسف بمواقفه المناهضة للإبادة الجماعية في غزة، حيث ظهر عدة مرات على وسائل إعلام أمريكية وبريطانية في مقابلات دحض فيها بجدارة كل مقولات دولة الاحتلال ونظرياتها، بلغة إنجليزية سلسة ولا تتضمن أي تهجم لا أخلاقي، حتى أن رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم قال له: لقد دافعت عن القضية الفلسطينية أفضل من الجامعة العربية، وقد ذكر على حسابه بالقول: مخاطبا متابعيه: "لو اتفرجتوا على الحوارات بتاعتي حتشوفوا إني بحاول اطلع من النقاشات الجانبية و اركز على حاجة واحدة: إسرائيل، إسرائيل إسرائيل. وباناقش ده كمواطن أمريكي بيدفع ضرايب وله الحق إنه يحاسب حكومته وممثلينه في الكونغرس عن مسؤوليتهم في اللي بيحصل". إن حذف حساب يوسف والكثير من الحسابات التي تفند مزاعم دولة الاحتلال، وتبين الحقائق توصم بالعداء للسامية، وتقوم اللوبيات الصهيونية بضغوط على المنصات لحذف حساباتهم، فلماذا لا تحذف حسابات من يدعمون دولة الاحتلال ويوصمون العرب بالإرهابيين والحيوانات، وتلفق الأكاذيب. ويوسف المواطن الأمريكي بحذف حسابه تقول المنصة أن لا حرية للرأي لمن يقول الحقيقة، حتى في أمريكا التي تقول عن نفسها "الأولى في الديمقراطية في العالم" التي قمعت مظاهرات الطلاب المؤيدين للقضية الفلسطينية وأرسلت لهم "شبيحة" للاعتداء عليهم، تماما كما يحصل في دول ديكتاتورية يحكمها طاغية.