ليلى الفلسطينية والذئب الإسرائيلي في خرائب غزة

المسنة الفلسطينية التي هاجمها الكلب الاسرائيلي
المسنة الفلسطينية التي هاجمها الكلب الاسرائيلي

أشعل تصريح مسنة فلسطينية بأن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت كلابها عليها بسبب رفضها ترك بيتها في مخيم جباليا. وانتشر الفيديو على منصات التواصل الاجتماعي على الصعيد العالمي والعربي، وأظهرت ثوان وجيزة من مشاهد مسربة حصلت عليها الجزيرة من كاميرا مثبتة على كلب حرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي ليهاجمها وينهشها ويطردها من منزلها. ووقعت الحادثة خلال عملية الاجتياح الإسرائيلي الأخير لمخيم جباليا للاجئين قبل أسابيع، وتعرضت المسنة لإصابات بالغة الخطورة وكسور بسبب نهش الكلب لمناطق مختلفة من جسدها. المشاهد غزت منصات التواصل ولقيت غضبا وسخطا على المستوى العربي والعالمي، ووصفت بالقاسية والمؤلمة، وتثبت بالدليل القاطع أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ما زال يمارس أبشع أنواع التعذيب والقتل على المدنيين، رغم زعمه أنه "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم"(منقول عن موقع الجزيرة).

هذه الحادثة الأليمة المروعة تختصر بكل بساطة صورة جيش الاحتلال "الأخلاقي" وممارساته ضد الفلسطينيين منذ أن تم اغتصاب فلسطين من قبل العصابات الإرهابية الصهيونية في النكبة الكبرى، وتعكس الوضع المتردي، والمخجل، والمخزي للموقف العربي برمته. لقد سقطت كل الأقنعة ويجب أن نسمي الأشياء بمسمياتها، ولم يعد التستر خلف ستائر الخوف، والصمت، مقبولا في عالم عربي يزداد عنفا، وفقرا، وتبعية، وانهيارا لا سابق له منذ فترات الاستقلال عن الاستعمار الغربي حتى اليوم. هذه الحادثة تصلح للمماثلة بالرموز كمن يؤلف مسرحية، أو يخرج فيلما سينمائيا، ليلى العجوز هي القضية الفلسطينية برمتها هذه العجوز التي كانت تنام في منزلها قريرة العين هانيها، وخارج منزلها هناك عصابات صهيونية مسلحة تريد افتحام المنزل وطرد صاحبته منه، ليحلوا مكانها، ويجعلوها لاجئة تحت خيمة لا تقيها من قر ولا قيظ، ولا من فيض شتاء، وغيض صيف، في أراض بعيدة ليست أرضها. وسماء ليست سماءها. والمنزل هو ارض فلسطين التي اغتصبتها عصابات صهيون. لكن هذه العجوز التي تمثل كل الشعب الفلسطيني بشجاعتها، ووقوفها تقاوم بإصرار ضد تهجيرها، وضد احتلال منزلها. هذا الموقف لم يرق لدولة الاحتلال، وكل من يدعمها من الدول الغربية، والمتواطئين من الأنظمة العربية، لأنه مطلوب القضاء على المقاومة، وسحق الشعب الفلسطيني، وتهجيره لتتحول أرضه إلى مستعمرات لغلاة الصهاينة. تسعة أشهر مضت على المذبحة الفلسطينية، وزعماء العرب الأشاوس يتسرقون السمع من خصاص الباب الغزاوي على قصف آليات الاحتلال وطائراته لمنازل الفلسطينيين، وكل البنى التحتية، وعلى أنين الثكالى، وبكاء الأطفال، والمشهد يتكرر يوميا من شهور تسعة، واليوم يرتكب بنو صهيون مجرزة أخرى في خان يونس راح ضحيتها عشرون قتيلا وخمسون جريحا، في الوقت الذي تجري فيه المفاوضات لوقف الحرب، أو لهدنة، لتبادل الأسرى. لقد أيدت معظم شعوب الأرض وحكوماتها فلسطين، ومنها من اعترف بالدولة الفلسطينية، فأين هم زعماء العرب الأشاوس الذين كانوا بالأمس يتنافخون لتحرير فلسطين من الماء إلى الماء، وبنوا لها جيوشا جرارة، وإذا ببعض هذه الجيوش تدير فوهات بنادقها ومدافعها ضد شعوبها التي انتفضت عليها. مواقف هؤلاء لن ينساها التاريخ، ولن ينسى الصمود البطولي لشعب فلسطين ومقاومته، التي لم تدافع عن أرض فلسطين فقط بل عن كل العرب لأنها وقفت في وجه المشروع الصهيوني الذي بات معروفا أنه يخطط لبناء دولة تمتد في كل الاتجاهات في الأراضي العربية.