أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تحرير 4 رهائن أحياء من وسط قطاع غزة،
وقال المتحدث باسم الجيش الاحتلال، أفيخاي أدرعي، إنه تم "تحرير أربعة مختطفين إسرائيليين من قلب النصيرات"، وأضاف أن العملية كانت مركبة بمشاركة "الجيش والشاباك والشرطة (الوحدة الشرطية الخاصة. وبدأت القيادات الصهيونية تمجد بالعملية وتعتبرها عملية بطولية، وكأنها قامت بعمل خارق، جهزت له كما هائلا من الآليات والمدافع وطائرات الهيلوكبتر، وثلاثة أجهزة استخبارات، وقوات النخبة في التدخل، في منطقة مدمرة أصلا، ولتحرير هؤلاء الرهائن خسرت ضابطا كبيرا قتل خلال الاشتباكات مع قوات المقاومة الفلسطينية، وقتل أكثر من 150 فلسطيني بقصف همجي بربري وحشي، عدد كبير منهم من الأطفال والنساء، وجاء تحرير هؤلاء الرهائن بعد تسعة أشهر من القتال بأحدث الآليات العسكرية برا، وبحرا، وجوا، وبأعداد من الجنود فاق 300 ألف مقاتل (ولم نعد الكلاب المرافقة لهم)، وتأتي هذه العملية بعد إدراج "الجيش الأكثر أخلاقية في العالم" على القائمة السوداء كقاتل للأطفال من قبل الأمم المتحدة، ووضع إلى جانب الطالبان، وداعش، وبوكو حرام، أي باختصار إلى جانب المنظمات الأكثر إرهابية في العالم. ومن المعلوم أن عدد الرهائن المتبقين في غزة يفوق المئة رهينة (ما عدا الجثث)، فإذا استطاع الجيش القاتل للأطفال أن يحرر 4 رهائن كل 9 شهور، ويقتل مقابلها 150 فلسطيني كل مرة، ويخسر ضابطا أو ضابطين، ويدمر المباني والمساكن فمعنى ذلك أن تحرير كل الرهائن سيستغرق عدة سنوات، يقتل خلالها مئات الفلسطينيين، أو ربما الآلاف، ويخسر من العشرات أو ربما المئات من ضباطه وجنوده، ويدمر ما تبقى من مبان في غزة. وهذه البطولات "الخارقة" للجيش الموضوع على لائحة الإرهابيين قاتلي الأطفال، ستعمق وتسود صفحته أيضا في محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية التي طالبت بإلقاء القبض على رئيس الوزراء ووزير دفاعه كمجرمي حرب، وتفاقم من عداء الشعوب لدولة الاحتلال. وكل هذه الجرائم ترتكب بحق الشعب الفلسطيني المطالب بحريته واستقلاله وبناء دولته على أرضه واستعادة مقدساته وعاصمة دولته القدس، والتي هي حقه المشروع تاريخيا، وقانونيا، ودوليا، هذه المشاهد المؤلمة التي انتفض ضدها شعوب العالم، وأدانتها دول، وقامت أخرى بالاعتراف بدولة فلسطين، بقيت الأنظمة العربية صامتة بعيدة عن المشهد وكأنه يحدث في جزر الواق واق، أو في كوكب آخر، وليس لشعب عربي يعاني من الاحتلال والقمع والقتل والتدمير والتهجير منذ 76 سنة على إنشاء دولة الاحتلال على أرضه وعلى جماجم أطفاله ونسائه. أتذكر عندما كنت طفلا كنت أسمع برنامجا إذاعيا مخصصا لفلسطينيين لاجئين يحادثون ذويهم في بلاد الشتات، كان عنوان البرنامج :"نحن بخير خبرونا عنكم" بانتظار الجيوش العربية أن تعيدهم إلى أراضيهم، حسب وعود زعماء وعدوا بتحرير فلسطين من الماء إلى الماء بخطب طنانة رنانة في الوقت الذي كان بعضهم يجري محادثات سرية مع دولة الاحتلال. أبناء غزة اليوم يقولون لكل العرب والمسلمين: "نحن بخير طمنونا عنكم"