تلتئم قمة زعماء العرب الأشاوس في العاصمة البحرينية المنامة، وككل القمم وبياناتها المنسوخة كربونيا عما سبقها لكسب الوقت، لم يعد مواطن عربي واحد يعيرها أي اهتمام، لأنه بات معروفا بأن جميع بياناتها ومنذ نشأتها لم ينفذ منها شيئا، كلام في كلام، والكلام على الكلام كلام آخر، ولا نعرف لماذا يصر هؤلاء على حضور هذه القمم؟ هل هو لنفخ الصدور، وإلقاء كلمات عصماء كما كان يفعل شعراء المديح والهجاء والرياء؟ لماذا لا يوفرون هذه الملايين الطائلة التي تصرف على الطائرات الرئاسية، والفنادق الفارهة، والموائد الزاخرة، ويدفعونها لأطفال غزة الجياع الذين كانوا ينتظرون منهم كلمة طيبة، أو حتى تصريحا ضد أعداء يقتلون منهم المئات يوميا، ويهدمون بيوتهم فوق رؤوسهم؟ أم أن غزة لا تعتبر عضوا في الجامعة العتيدة؟ المجتمعون بالتأكيد كي يحافظوا على تراث الجامعة من الخلافات الحادة، والمشادات الكلامية والمنابذة بالشتائم، بل والتراشق أحيانا بالصحون والملاعق والشوك، فإنهم يختلفون اختلافا مخجلا هذه المرة فيما يخص القضية المركزية للعرب والمسلمين: غزة. فبالتأكيد أن العراق، ولبنان، واليمن لا تتوافق مواقفهم الداعمة للمقاومة الفلسطينية مع مواقف المطبعين الذين لم يتجرأ أحدهم حتى بسحب سفيره من دولة الاحتلال احتجاجا على المجازر المروعة في غزة، كما فعل الرئيس الكولومبي مثلا، ولم ينضموا إلى جنوب إفريقيا في الدعوى التي قدمتها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية ( مؤخرا فقط قامت ليبيا بالانضمام ومصر تلوح بها)، ولم تصدر عن أي زعيم عربي لفتة بالتلويح بعلم فلسطين من على شرفة قصورهم المنيفة كما فعل ملك الدانمارك على شرفة قصره، ولا تسابقوا على إرسال المساعدات للجائعين في غزة، وحدها الكويت جمعت 2 مليار دولار لغزة. ثمانية أشهر انقضت على أبشع نكبة في ذكرى النكبة التي كانت هذه الأنظمة أصلا سببها والعالم أجمع يهوج ويموج نصرة لغزة العزة، وزعماؤنا الأشاوس ينظرون وينتظرون، فأريحونا بالله عليكم من قممكم، ومن بياناتكم الخلبية.