بعد تدمير غزة، وبيت حانون، وبيت لاهيا، خان يونس، وسواها من المدن والقرى الفلسطينية في قطاع غزة، وأمر السكان الغزيين بالنزوح من مكان إلى آخر، إلى أن تم حشرهم في رفح أخر مدينة لم يتم تدميرها وتتسع الآن حوالي مليون ونصف المليون فلسطيني يعيشون في أوضاع مزرية في مخيمات مع المعاناة من فقدان كل ضرورات الحياة، قررت حكومة الاحتلال، والكابينت الحربي اجتياح رفح وبدأت كما فعلت في المدن الأخرى بتدمير المنازل فوق رؤوس ساكنيها بأسلحة زودتها بها أمريكا وألمانيا بشكل خاص رغم تحذير الرئيس الأمريكي بعدم اجتياح رفح بشكل كبير للتخفيف من قتل المدنيين، أو بمعنى آخر يطلب من دولة الاحتلال أن تقتل وتدمر أقل مما قتلت ودمرت في المدن الآخرى أي: رفح "لايت"، ورغم أن كل التقارير الدولية تقول إن إسرائيل انتهكت القوانين الدولية بقتلها أكثر من 50 ألف فلسطيني، وإصابة أكثر من 100 ألف آخرين، وجوعت شعبا بأكمله يطل علينا وزير الخارجية أنتوني بلينكن الذي قال في بداية الحرب عندما وصل سريعا إلى تل الربيع ليظهر دعم أمريكا للاحتلال بأنه جاءها "كيهودي" وليس كوزير خارجية أمريكا، يطل علينا اليوم بقرار يقول:" “بالنظر إلى اعتماد إسرائيل الكبير على مواد دفاعية أمريكية الصنع، فمن المعقول تقييم أن قوات الأمن الإسرائيلية استخدمت المواد الدفاعية المشمولة في مذكرة الأمن القومي الجديدة (إن.إس.إم-20) منذ 7 أكتوبر في حالات لا تتفق مع التزاماتها بموجب القانون الدولي الإنساني أو مع أفضل الممارسات الراسخة لتخفيف الضرر على المدنيين"، وأضاف التقرير “لم تطلعنا إسرائيل على المعلومات الكاملة للتحقق مما إذا كانت المواد الدفاعية الأمريكية المشمولة في مذكرة الأمن القومي الجديدة(إن.إس.إم-20) قد استخدمت على وجه التحديد في أعمال يُزعم أنها انتهاكات للقانون الدولي الإنساني أو القانون الدولي لحقوق الإنسان في غزة أو في الضفة الغربية والقدس الشرقية خلال فترة التقرير ". فأمريكا التي تمتلك كل الوسائل للتحقق من الانتهاكات الجسيمة التي ترتكبها دولة الاحتلال تشكك في مقتل أكثر من 50 ألف فلسطيني، وتشكك في المقابر الجماعية، وتشكك في تدمير المدارس والمشافي، وتشكك في مقتل الصحفيين، وتشكك في استخدام أسلحتها في إبادة جماعية مع أنها زودت ولا تزال تزود الكيان الصهيوني بقنابلها الفتاكة التي تزن 1000 كغ من المتفجرات أي تعادل قنبلة نووية صغيرة أسقط منها المئات على رؤوس الأطفال الفلسطينيين، وزادت في الطنبور نغما برفضها عضوية فلسطين في الأمم المتحدة، وغض الطرف عن سفير إسرائيل الذي اتهم الجمعية العامة بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة بينما يستخدم ماكينة صغيرة لتمزيق نسخة من الميثاق على المنصة.
وأضاف “عار عليكم". وببساطة بهذه الحركة التي لا تمت إلى إي عرف دبلوماسي تظهر مدى احتقار إسرائيل ل 193 دولة أعضاء في الأمم المتحدة، وتضع نفسها الدولة الوحيدة التي يجب أن يخضع لها العالم حسب إرادتها.