في يوم الصحافة العالمي..أين أنت يا "أبا زيد"

أبو زيد
أبو زيد


في هذا اليوم العالمي للصحافة، قررت اليونيسكو أن تخصص جائزتها للصحفيين الفلسطينيين الذين خاطروا بحياتهم ودفعوا بأرواحهم لنقل الحقيقة عن جرائم المحتل الصهيوني، وترحل عيوننا كل يوم إلى غزة والقدس ورام الله ونابلس وسائر المدن الفلسطينية وفي قلوبنا مرارة الحنظل. ويحضرني ذكرى إحدى الجلسات مع صحفيين عرب منهم من دجن "بالدولار"، ومنهم يحمل مهنتنا المقدسة الثقيلة والقاتلة أحيانا على منكبيه. في بداية عملية "طوفان الأقصى" خلال الحديث عما يجري في فلسطين، حمي الوطيس بين مدافع عن حماس، ومعارض لها، بل ومط أحدهم بوزه ولنسمه هنا "بأبي زيد" وقد قابلته لأول مرة وقال: أنا سأسقط بايدن في هذه الانتخابات، فسألت عن خبره وقيل لي أنه يكتب في صحيفة مغمورة في زاوية عتمة من المعمورة. تقصدت، ومنذ أكثر من ستة أشهر، تتبع أخينا "أبا زيد" فسبرت أغوار العنكبوتية، وأنفاق وسائلها من تيك توك، وتويتر، وفيس بوك، وانستاغرام، وأخاديد أية البحث العظمى غوغل، علني أجد أثرا لمقالات "أبي زيد"، وكانت جميعها تردني خائبا، إلى أن ظهرت لي صورة له في بلد عربي يعانق صحافيا من قبيلة الصامتين الشامتين المطبلين المزمرين، ثم لصدفة عمياء صدفة في أحد الشوارع عينا بعين، وأنفا بأنف، فقلت: أهلا بأبي زيد أين غبت، ومتى عدت، وهلم إلى البيت نصب غذاء، أو ندلف مطعما فلقمته أطيب، وجلسته أرطب. فجلس وجلست، وتصدر وتصدرت، وقلت للنادل: زن لأبي زيد رطلا من هذا الشواء، ونصف رطل من هذه الحلواء، فإنه من حملة الأقلام العظام، ومسقط رؤوس الزعماء الكرام. فاستدار واستدرت، وأكل وأكلت، وسألت: يا أبا زيد بحثت عن مقالاتك العصماء لعلها تسقط بايدن، ونتن ياهو، وبلوة كن، وإبن الخفير، وسمو اطرش، فنظر إلي وقال أنا أكتب باسم مستعار، فقلت: وما هو؟ أجاب: "أبو عبيد". نظرت إلى وجهه علني أجد عضلة تختلج في خديه لكنه كان من حجر لو دق فيه مسمار لانكسر. وتحسرت على صاحبة الجلالة التي داس بلاطها شذاذ، وراكبو أمواج، ومدجنو الدولار، ومقبلو قفطان المختار.