صرح وزير الخارجية التركي هاكان فيدان بأن تركيا اتخذت قرارا بالانضمام إلى جنوب إفريقيا في الدعوى التي تقدمت بها لمحكمة العدل الدولية في لاهاي ضد إسرائيل بارتكابها جرائم حرب وضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة. وصرح رئيس كولومبيا بيترو غوستافو بأن بلاده قررت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع إسرائيل بسبب حربها على غزة. كما تقدمت اندونيسيا بشكوى أخرى أيضا لمحكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بسبب الهمجية التي تمارسها دولة الاحتلال في غزة. ثلاث قرارات في يوم واحد ضد إسرائيل من ثلاث دول ليست عربية، وقبلها تقدمت جنوب إفريقيا بدعواها ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية وانضمت إليها نيكاراغوا، في الوقت الذي لم تنضم أي دولة عربية منذ اندلاع الحرب الهمجية الصهيونية على غزة إلى جنوب إفريقيا في الدعوى التي تقدمت بها للمحكمة ضد إسرائيل، وتوقفت مواقفها على دعم من أطراف الشفاه لبريتوريا، ولسخرية التاريخ أن 57 دولة إسلامية وعربية في مؤتمرها في الرياض لم تتمكن من التأثير على واشنطن وإسرائيل لوقف هذه الحرب التي تسببت بتدمير غزة، ومقتل عشرات الآلاف من المدنيين، وإصابة أكثر من سبعين ألف فلسطيني، وتبين أنها لم تزن مثقال ذرة في ميزان السياسة الدولية. ودانت دول عديدة أوربية وآسيوية دولة الاحتلال على المجازر التي ترتكبها بحق الأطفال والنساء الفلسطينيين. وتنطلق أسبوعيا مئات الآلاف من المحتجين على الحرب في غزة في جميع أنجاء العالم، وانتفضت الجامعات الأمريكية وأخرى في بريطانيا وفرنسا والنمسا واستراليا ضد الهمجية التي تمارسها دولة الاحتلال في غزة، بينما يرين الصمت المريب في العالم العربي، وهذا الصمت لا يمكن تفسيره إلا بسبب القمع التي يمارس ضد هذه الشعوب من قبل الأنظمة لمنعها من ممارسة حقوقها في التعبير عن النفس تجاه أقدس قضية وأخوته الفلسطينيين المحاصرين في غزة ومهددين يوميا بالقتل والتجويع والتعطيش والتدمير. هذا الكبت وكم الأفواه ما من شأنه سوى أن يطلق موجة جديدة من الربيع العربي الذي لم ينته فصولا رغم كل محاولات أنظمة الثورة المضادة من وآده. إن ما يتعرض له الفلسطينيون في غزة والضفة الغربية، لا يمكن السكوت عنه، واليوم نحن أمام الفرصة الأخيرة لتمكين الشعب الفلسطيني من نيل حريته واستقلاله وبناء دولته وعاصمتها القدس الشريف، وفرض سيادتها على الأماكن المقدسة ومنع اقتحامات اليهود لمسجد الأقصى الذي من أجله انطلقت عملية "طوفان الأقصى".