المستضعفون في العالم المعاصر

لبنان
لبنان

في الـ22 من آذار/مارس 2024 نَـفَّـذ 4 من التابعية "الطاجيكستانية"، عمليةً إرهابية فظيعة في موسكو، أدت إلى مقتل 144 شخصاً وإصابة أكثر من 300 شخص آخر من مختلف الأعمار...

منذ الدقائق الأولى من هذه الكارثة الرهيبة، تعالتِ الأصواتُ الداعية إلى التحلّي بالحكمة وضبط النفس، وعدم معاقبة الناس تبعاً للمظهر الخارجي.

وبعد سويعات، وجّه الرئيسُ فلاديمير بوتين كلمة متلفزة، أكد فيها أن الأجهزة المختصة ألقتِ القبضَ على الإرهابيين الأربعة، وتتعقّـبُ كلَّ من له أية علاقة بهم، داعياً المواطنين إلى عدم أخْــذِ الأبرياء بِــجريرة المجرمين!!!

تجدر الإشارة إلى أنّ الظروف السياسية والاقتصادية في جمهوريات آسيا الوسطى (طاجيكستان، قرغيزستان، أوزبيكستان) دفعت الملايين من مواطني هذه الدول إلى التوجّه إلى روسيا بحثاً عن فرصة عمل تــدرّ عليهم ما يكفي لتأمين الحد الأدنى من متطلبات الحياة الإنسانية. 

ويجب أن نعرف أيضاً أن هؤلاء الناس، لا يجمعهم مع الروس أي جامع... لا بل يختلفون معهم في التاريخ، واللغة، والدين، والعادات، والتقاليد، بالإضافة إلى المظهر الخارجي..

بعد هذه المقدمة، أنتقل إلى الحالة السورية، حيث ســــاهَــمَ إجْــرامُ العصابة الأسـدية الطائفية، وحليفها - حِــزْبِ الله الــلُّــبْــنَـــانِــيِّ الطائفي - في تهجير مئات آلاف السوريين، إلى لبنان، الذي طالماً اتّــخَـذَ رعاياه من سوريا ملاذاً عند الـمُـلِـمّـات.

لقد أقدم عدد من السوريين المجرمين الأوغاد على قتل شخص لبنانيّ...

كل السوريين الأحرار الشرفاء أعربوا عن إدانتهم لهذه العملية الإجرامية البشعة، وعن تبرّؤهم من أولئك القتلة الأوغاد،

وعبّروا عن تعازيهم لأسرة المغدور، ولرفاقه...

ومع ذلك راحت قطعان الجبناء الأنذال تستقوي على اللاجئين السوريين الأبـــــــــريـــــــــاء، الذين ضاقت بهم الدنيا..

- هل يَــمُــتُّ هذا التصرف للإنسانية بأية صلة؟؟

- هل يصح تحميل البريء مسؤولية ما يرتكبه المجرمون؟؟

كنا نعتقد أن حزب "القوات اللبنانية" يقف مع السوريين الذين انتفضوا طلباً للحرية والكرامة، وإذا به يكرر نفس تصرفات العصابة الاسدية ونفس تصرفات حزب الله؛ المتمثلة بإهانة الآخر من أجل الإهانة فقط، وبقتل الآخر من أجل القتل فقط.

إن كلّ إنسان بَـعْـيـــدِ نَـظَـرٍ يُــدرك أنّ دوامّ الحال من المحال... 

وأنّــه لا بد أن يأتيَ يومٌ يُـلاقي فيه كل امرئ أو طائفة أو حزب جزاء ما سبق له أنْ فَــعَــلَــه..