وســيعـلم الـمجرمـون الطـائـفـيـون
إنها إرادة الله؛ أنَّ الكثير من المجازر، التي نفذتها العصابة الأسدية، صُورت بكثير من الاحترافية، ليكون العالمُ كله شاهداً عياناً على ما تعرض له السنة في سوريا. إرادة الله؛ أنَّ الكثير من المجازر، التي نفذتها العصابة الأسدية، صُورت بكثير من الاحترافية، ليكون العالمُ كله شاهداً عياناً على ما تعرض له السنة في سوريا. ومن أكثر مشاهد هذه المجازر وضوحاً – مشاهد مجازر حي التضامن الدمشقي، التي تم تسريبُ مشاهدَ 27 منها، ووضعُها قيد الدراسة من قبل خبراء معهدٍ متخصصٍ في دراسة الهولوكوست والإبادة الجماعية.
في أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي، سمح المعهد المذكور لصحيفة الـ"غارديان" البريطانية بنشر مشاهد واحدةٍ من تلك المجازر؛ يعود تاريخ وقوعها إلى شهر نيسان/أبريل 2013. يُظهر التسجيل - بكل وضوح – كيف كان عناصر العصابة الأسدية يتسلوْن في إعدامٍ ما لا يقل عن 41 من المدنيين الأبرياء العزل، الذين لا ذنب لهم مطلقاً سوى أنهم ســنــة!!!
استطاع خبراء المعهد المذكور تحديد هوية زعيم تلك المجموعة الأسدية الإجرامية – إنه الرائد – أمجد يوسف..
بثت العصابة الأسدية إشاعات تؤكد انّ "النظام" اعتقل وغـيَّـب المجرم أمجد يوسف. لكنّ صحافيي الـ"غارديان" لم يصدقوا هذه الإشاعات وتابعوا نشاطهم الاستقصائي، ليتبين لهم أن ذلك الوحش البشري لا يزال على رأس عمله في أحد أفرع المخابرات في كفرسوسة. وتمكن الصحفيون أيضاً من التعرفِ على زملاء لذلك المجرم، والحصولِ منهم على بعض المعلومات الإضافية. فقد قال أحدهم:
"في صباح أحد الأيام، رأيت أمجد يأخذ نساء من طابور خبز... كنّ بريئات... لم يفعلن شيئا.. ربما اغتُـصبْنَ - ليس أقل من ذلك – وربما قتلنَ، إذ لم يُـعثر على الكثير منهنّ".
وأكد زميلٌ آخر أن عناصر الفرع 227 ارتكبوا الكثير من الجرائم المشابهة في حي التضامن، وأن سكان ذلك الحي يعرفون أماكن الحفر التي ألقيت فيها جثامين الضحايا وأحرقت... وأضاف:
"كل الضحايا كانوا من السنة!!! هذا تطهير طائفي، كان هناك علويون يتخلصون من السنة".
ونقلت الـ"غارديان" عن زميلين آخرين للمجرم أمجد إشارتهما إلى أن سكان حي التضامن مُـنعـوا من الاقتراب من أماكن حُـفَـرِ الإعدام والمذابح، وأكدا أن عناصر الفرع 227 قتلوا ما لا يقل عن 350 شخصاً، بمن في ذلك الكثير من الأطفال والنساء.
ليس ثمة شك في أن العدالة ستتحق، وأن كلَّ من أجرَمَ بحق السوريين الأبرياء، سيلقى الجزاء الذي يستحق، ولو بعد حين. ولعل ما يبعث الثقة في تحقُّـقِ هذه المسلّمة – وجود أناس يعملون بدون ملل لتعقب المجرمين. فبالإضافة إلى المجرميْـن اللذيْـن يقبعان في السجون الألمانية، هناك محاكمات تجري في عدد من الدول الأوروبية لمجرمين محتملين. وكل محاكمة تتمخض عن معلومات جديدة تضاف إلى الكم الهائل من المعلومات الذي بات في أيدي العديد من الجهات المختصة على مستوى العالم. وهناك معلومات تفيد بأن المحققين الألمان اقتفوا أثر ضابط مخابرات سابق زميل للمجرم أمجد، يعيش حالياً في ألمانيا.