يقول المثل الفرنسي عندما يكون هناك تشابه متماثل بين شخصين، أو شيئين:""
أي الطاقية بيضاء، بيضاء الطاقية، وهذا المثل ينطبق تماما على الرؤساء الأمريكيين، وخاصة على الرئيسين جو بايدن، ودونالد ترامب، رغم أنهما من حزبين مختلفين الأول ديمقراطي، والثاني جمهوري، فكلاهما يؤيدان إسرائيل، وكلاهما يكرهان الفلسطينيين وعملا على طمس قضيتهم. وأن أدع هنا الكلام عن هذه الناحية تحديدا لموقع “ذي انترسيبت” الأمريكي الذي نشر تقريرا أعده جيمس رايزن قال:" فيه إنه لفهم حالة السياسة الأمريكية اليوم عندما يتعلق الأمر بغزة وإسرائيل وفلسطين، فما عليك إلا أن تلقي بنظرة على الطرق المختلفة جدا التي تعامل بها مجلس النواب مع قضيتي النائبة رشيدة طليب وهي ديمقراطية من ولاية ميشيغان، والنائب بريان ماست الجمهوري من فلوريدا، فقد عوقبت طليب بسبب آرائها بشأن إسرائيل والحرب في غزة. ولم يعاقب ماست
وتعرضت طليب، وهي الأمريكية الفلسطينية الوحيدة في الكونغرس، لانتقادات من مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون في تشرين الثاني/ نوفمبر بعد أن نشرت مقطع فيديو لمتظاهرين في ميشيغان وهم يهتفون “من النهر إلى البحر، فلسطين ستكون حرة”. ويزعم أنصار إسرائيل أن الهتاف هو رمز للرغبة في محو الدولة اليهودية من على الخريطة، لكن طليب ردت بأنها مجرد “دعوة طموحة للحرية وحقوق الإنسان والتعايش السلمي، وليس الموت أو الدمار أو الكراهية”.
ومن جانبهم، سعى الديمقراطيون في مجلس النواب لفترة وجيزة إلى انتقاد ماست لمقارنته الفلسطينيين بمئات الآلاف من المدنيين الألمان الذين قصفهم الحلفاء في ألمانيا النازية خلال الحرب العالمية الثانية. وكان مضمون كلامه، كما يلفت الكاتب أن “الفلسطينيين يستحقون القتل والمحو، بسبب جرائم حماس، تماما كما تمت إبادة المدنيين الألمان بسبب جرائم هتلر والرايخ الثالث
يقول النائب الجمهوري بريان ماست إنه حتى الأطفال الفلسطينيين ليسوا أبرياء، وبالتالي فهم أهداف مشروعة.
ويرى الكاتب أن كل جمهوري في الكونغرس، يشترك تقريبا مع مواقف ماست، وسيرتدي بكل أريحية زي الجيش الإسرائيلي إذا كان لديه واحد.
ويعتقد الكاتب أن دعم الجمهوريين لإسرائيل يقابله أو يفوقه كراهيتهم للفلسطينيين"
وما نراه اليوم من جرائم في غزة ترتكبها دولة الاحتلال نفهم تماما أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة لم تكن يوما مع الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة في بناء دولته المستقلة وحقوقه الكاملة التي تنص عليها قرارات الأمم المتحدة. وربما اختلف الجزبان الكبيران (حزب الحمار، حزب الفيل) في كثير من القضايا، لكن يتفقان بالنسبة لدعمهما إسرائيل، وكراهيتهما للفلسطينيين بشك خاص. وهذا ما لم تفهمه الأنظمة العربية التي في كل مرة تراهن على هذا المرشح أو ذلك قبيل كل عملية انتخابية. وتكتشف هذه الأنظمة خيبة ظنها بعد الانتخابات، لكنها لا تتعلم الدرس.