نودع اليوم هذا العام ودولة الاحتلال تدمر غزة تدميرا كاملا، وتقتل أبناءها بسادية لا مثيل لها من الإجرام بحق الأطفال والنساء، والشيوخ في ظل تواطؤ دولي، وصمت عربي مريب. وكأن الدول الداعمة للكيان الصهيوني تقول للفلسطينيين عليكم أن تصمتوا وترتضوا بالرضوخ للاحتلال أو القتل، فلا حياة لمن أراد حياة حرة. عملية "طوفان الأقصى" كما ثورات الربيع العربي كشفت بشكل لا لبس فيه زيف العالم الغربي، وتواطؤ النظام العربي. ومهما تكن نتائج هذه الهجمة البربرية النازية على شعب فلسطين فإن نتائجها وإفرازاتها وانعكاساتها ستكون كبيرة على المنطقة برمتها. لقد أظهرت هذه العملية هشاشة دولة الاحتلال وزيفها التي كانت تسوق نفسها كدولة لا تقهر، وأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، وأن جيشها الأكثر أخلاقية بين جيوش العالم، فما نراه اليوم على الشاشات المرئية تقشعر له الأبدان، من قتل وترويع وتجويع لشعب بأكمله. شعوب العالم التي تشاهد هذه الجرائم وحدها وقفت مع الشعب المظلوم بعد أن اكتشفت الأكاذيب المضللة للإعلام الغربي عن دولة الاحتلال، أما على المستوى سوريا فإن السوريين يعانون أكثر من الفلسطينيين من النظام الأسدي الذي يفترض منه أن يحمي شعبه وليس أن يقتله ويجوعه فظلم ذوي القربي أشد مضاضة من ظلم العدو، لقد وصل حال السوري إلى ما دون الحضيض فما يتقاضاه لا يتجاوز قيمة عشرة دولارات شهريا لا تغني ولا تسمن من جوع، ويستمر النظام وميليشياته بقصف المناطق المحررة ويمعن في قتل الأطفال والنساء، وتدمير البنى التحتية، وقتل المعتقلين تحت التعذيب، في بلد يعيش في الظلام بسبب قطع الكهرباء، والتعتيم على جرائم النظام. يهل العام الجديد وهو يحمل معه مخاطر نشوب حروب، ومجاعات، وكوارث طبيعية بسبب الانحباس الحراري، من أوكرانيا إلى اليمن، ومن كوريا الشمالية إلى فلسطين، ومن إيران إلى أمريكا، ومن السودان إلى سوريا..والحبل على الجرار، ولا أحد يمكنه أن يتنبأ بما ستحبل به أيام هذا العام، ولكن إفرازات العام المنصرم لا بد وأن يكون لها انعكاسات كبيرة على هذا العام مهما كنا متفائلين بالخير.