لم يكن لشعار حقوق الانسان والمواطن أي وجود قبل الثورة الفرنسية في العام 1789. هذه الثورة التي نشرت مجموعة من المباديء قلبت مفاهيم الحقوق الأساسية للفرد في المجتمع العالمي وليس الفرنسي فقط، وصدر باللغة الفرنسية
)، وقد أصدرته الجمعية التأسيسية الوطنية في 26 آب/ أغسطس، la Déclaration des droits de l'Homme et du citoyen(
بتأثير من فكر التنوير لمجموعة كبيرة من الكتاب الفرنسيين والبريطانيين من أمثال جان جاك روسو، ومونتيسكيو، وجون لوك، وفولتير. وقد تم اعتماده في دستور 1792. وقد اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة الإعلان العالمي بوصفه لحقوق الانسان في باريس في 10 كانون الثاني/ديسمبر 1948 وينص:" لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم، في حين أن تناسي حقوق الإنسان قد أدى إلى أعمال همجية أثارت غضب ضمير البشرية، وظهور عالم يتمتع فيه البشر بحرية الكلام والمعتقد والتحرر من الخوف والعوز قد أعلن أنه أعلى تطلعات من عامة الناس، كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان مراعاة حقوق الانسان والحريات الأساسية واحترامها".
هذه الديباجة الجميلة التي وقعت عليها دول العالم وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لم تحترم بتاتا، فالعنصرية، والفصل العنصري، والقمع، ومنع الحريات، وكم الأفواه، وسفك الدماء هو السائد فمنذ بدء الثورة الفرنسية وهذا الإعلان السامي انطلقت حملة الاستعمار الغربي للعالم ونهب ثرواته وحرمانه من استقلاله وحريته. وفي العام الذي تم الإعلان عن حقوق الانسان من قبل الأمم المتحدة تم قيام دولة الاحتلال إسرائيل وشرد مئات الآلاف من الفلسطينيين من ديارهم، وفي أمريكا نفسها خاض السود معارك كبيرة لمساواتهم بالبيض، وكذلك في جنوب أفريقيا، وقامت بدعم كل ديكتاتوريات العالم وخاصة في أمريكا الجنوبية والعالم العربي، وخاضت حروبا قتلت فيها الملايين في كوريا، وفيتنام، والعراق، وبنما، وأفغانستان، واليوم كانت الوحيدة باستخدام حق الفيتو لوقف الحرب الهمجية لدولة الاحتلال على غزة، وتزودها بكل أنواع الأسلحة لقتل الشعب الفلسطيني والوقوف ضد حقوقه في العيش مستقلا وبسلام ضمن دولة ذات سيادة فوق أراضيه. وكذلك فعلت معظم الاتحاد الأوربي وعلى رأسها بريطانيا وألمانيا وفرنسا بلد الثورة وحقوق الانسان. لقد سقطت كل مباديء الغرب المخادعة أمام مقتل آلاف الأطفال في غزة، وتدمير مساكنهم، وتجويعهم، وتشريدهم. وحتى في الدول التي تشدقت بحقوق الانسان، منعت مواطنيها حتى من حق التظاهر أو التعبير عن آرائها ( فرنسا تحكم على كل مواطن فرنسي دفع 135 يورو كضريبة تظاهر ضد اسرائيل)، وسقطت حرية الصحافة التي وقفت مع الاحتلال والإجرام، وحتى مباديء العلمانية التي ناضل من أجلها الشعب الفرنسي تنتهك في قصر الإليزيه بالاحتفال بعيد الانوار اليهودي. اليوم هناك شعب يباد على مرأى العالم أجمع، وخرجت شعوب العالم تؤيد الشعب الفلسطيني في حربه العادلة ضد دولة الاحتلال، ودول حقوق الانسان تؤيد الجلاد ضد الضحية منذ اجتثاثه من أرضه في حرب النكبة وحتى اليوم.