دعت السعودية إلى قمة عربية ـ إسلامية لبحث الاعتداء الاسرائيلي الوحشي على غزة، وتقاطر زعماء دول العرب والإسلام إلى المملكة واحتشدوا في مظاهرة أمام الكاميرا لصورة تذكارية تجمعهم للقول نحن هنا وقد أصدرنا بيانا للمطالبة بوقف إطلاق النار في غزة، ورفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وإنهاء احتلال اسرائيل لجميع الأراضي العربية.
.وشددنا على أن تجسيد استقلال دولة فلسطين المستقلة كاملة السيادة يكمن على خطوط الـ4 من حزيران حزيران1967 وعاصمتها القدس الشرقية، واستعادة حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، بما فيها حقه في تقرير المصير وحق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين وحل قضيتهم بشكلٍ عادل وفق قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 194 لعام 1948.
وتمسكنا بالسلام كخيار استراتيجي، لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي وحل الصراع العربي الإسرائيلي وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما فيها قرارات مجلس الأمن 242، وبمبادرة السلام العربية لعام 2002 بكافة عناصرها وأولوياتها، باعتبارها الموقف العربي التوافقي الموحد وأساس أي جهود لإحياء السلام في الشرق الأوسط، وأن الشرط المسبق للسلام مع إسرائيل وإقامة علاقات طبيعية معها، هو إنهاء احتلالها لجميع الأراضي الفلسطينية والعربية.
ورفضنا أي طروحات تكرس فصل غزة عن الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية والتأكيد على أن أي مقاربة مستقبلية لغزة يجب ان تكون في سياق العمل على حل شامل يضمن وحدة غزة والضفة الغربية أرضا للدولة الفلسطينية التي يجب ان تتجسد حرة مستقلة ذات سيادة وعاصمتها القدس الشرقية على خطوط الرابع من حزيران 1967.
بعد هذا البيان ردت عليهم دولة الاحتلال ببساطة يجب أن تدينوا حماس، بل وسخر وزير الرياضة الاسرائيلي من وجود بشار الأسد في هذه القمة وتوقيعه على هذا البيان بالقول:"
"بشار الذي يذبح شعبه بوحشية المعروف باسم "جزار دمشق" ومغتصب النساء وقاتل الأطفال يعظنا بالأخلاق، هذا هو النفاق الذي لايعرف حدود".
هذا البيان والكلمات الرنانة نسمعها منذ عشرات السنين، ماذا قدمت للشعب الفلسطيني، فمتى احترمت دولة الاحتلال القوانين الدولية، ومتى توقفت عن قتل الفلسطينيين واحتلال أراضيهم وأراضي سوريا ولبنان، والدليل على ذلك أن الهجوم الهمجي والتدمير المنهجي لغزة مازالا مستمرين. والهدف المعلن هو اجتثاث حماس واحتلال غزة. في الوقت الذي لدى هذه الدول كل الوسائل والإمكانيات لفرض مطالبها على المجتمع الدولي وعلى الدول الداعمة لدولة الاحتلال، وأولها التهديد بإلغاء عمليات التطبيع مع العدو الإسرائيلي، وسحب السفراء من تل أبيب كما فعلت عدة دول من جنوب أمريكا. والتلويح بوقف امدادات الغاز والنفط، وعدم استخدام هذه الوسائل والإمكانيات يعتبر كمشاركة في الجريمة البشعة التي تقترفها إسرائيل أمام أعين العالم بأسره الذي هبت شعوبه بأكملها لنصرة فلسطين وإدانة العدوان الهمجي عليه. فاليوم هو الفرصة الأخيرة لوضع حد لظلم يدوم منذ عشرات السنين والمسؤولية تقع في الدرجة الأولى على الأنظمة العربية التي لم تكن يوما جادة في إنهاء هذه المظلمة وهذا هو السبب الذي جعل الفلسطينيين أن يعتمدوا على أنفسهم ولهم كل الحق في ذلك فهي مسألة حياة أو موت بالنسبة لهم.