هل أصبح أوردغان أفضل زعيم عربي؟

الرئيس التركي رجب طيب أورجغان
الرئيس التركي رجب طيب أورجغان


كشفت الأحداث المأساوية للهجمة البربرية لدولة الاحتلال والصهيونية العالمية من خلفها مجموعة من الحقائق أن فئة صغيرة من المقاتلين الفلسطينيين تغلب أعتى جيش في الشرق الأوسط يمتلك أحدث الطائرات المقاتلة، والمدرعات، وكل أجهزة المراقبة والتجسس، والتحصينات المنيعة، بوسائل بسيطة جدا لا تتعدى بنادق آلية وأسلحة محمولة، ومقاتلين مجهزين بمراوح جعلتهم يطيرون في فضاء فلسطين المحتل. بفضل العزيمة، والتخطيط السليم، والذكاء في التنفيذ. هذه العملية البسيطة التي لم تدم سوى بضع ساعات أقامت الدنيا ولم تقعدها، وقلبت مفاهيم المعركة مع الصهيونية العالمية رأسا على عقب، وحركت الملايين من شعوب العالم لنصرة فلسطين، وأحرجت الأنظمة العربية الممانعة التي وقفت صامتة، والمطبعة التي لاحول لها ولا قوة. وقام رؤساء دول أجنبية باتخاذ مواقف مساندة للشعب الفلسطيني في نضاله لاسترداد حقوقه المشروعة. فرئيس كولومبيا يطرد السفير الإسرائيلي من بوغوتا وينوي فتح سفارة في رام الله، ورئيس ورزاء ماليزيا يترأس مظاهرة حاشدة يؤيد فيها الشعب الفلسطيني، والرئيس التركي رجب طيب أوردغان يخطب في مظاهرة مليونية في إسطنبول ويقول بالفم الملآن:"حماس ليست إرهابية، وإسرائيل دولة محتلة وأنا أتحدث بوضوح لأن تركيا لا تدين لكم بأي شيء، إن الغرب هو أكبر مسؤول عن المذبحة التي يتعرض لها قطاع غزة الفلسطيني في الوقت الراهن. الجميع يعلم أن إسرائيل ليست سوى بيدق في المنطقة سيتم التضحية به عندما يحين الوقت. أقول للغرب هل تريدون حرب هلال وصليب مجددا؟ إن كنتم تسعون لذلك فاعلموا أن هذه الأمة لم تمت.
وأكد أن “الساسة والإعلام في الغرب مستنفرون لشرعنة المجازر بحق الأطفال والنساء والأبرياء في غزة، وإسرائيل ترتكب بشكل واضح جرائم حرب. (وهذا الموقف اتخذه بعد تطبيع علاقات تركيا مع إسرائيل التي سحبت دبلوماسييها من أنقرة بعد تصريحاته المؤيدة لحماس، من مبدأ الموقف الثابت لتركيا بالدفاع عن الحق الفلسطيني)
في الطرف المقابل صمت زعماء العرب الأشاوس الذين يمتلكون "جيوشا باسلة لتحرير فلسطين" وصدعوا الشعوب بخطب رنانة في النضال، فإذا بهذه الجيوش قد جهزت لقتل الشعوب، وحماية الأنظمة من الثورات ضدها. بل وهناك من أيد الجلاد ضد الضحية. حتى الجامعة العربية إزاء هول ما يجري على الساحة الفلسطينية لم تجرؤ على إصدار بيان على مستوى الحدث لأن أنظمة العرب انقسمت مجددا بين مطبع مع المحتل، ورافض للتطبيع، وبين من ينتظر لتنقشع غمامة غزة ليطبع معه، وصدق رئيس الوزراء القطري السابق حمد بن جاسم عندما شكر باسم يوسف على مقابلته الشهيرة بيريس مورغان قائلا:" لقد كنت أفضل من الجامعة العربية ومن أمينها العام".
 وفي آخر تصريح للمتحدث الرسمي لحركة حماس أبو عبيدة متوجها للزعماء العرب يقول:
"نقول لكم من قلب المعركة التي تشاهدون تفاصيلها، إننا لا نطالبكم بالتحرك ولا بتحريك جيوشكم، ولا أن تدافعوا عن أقدس مقدساتكم، ولا أن تغضبوا لشتم نبيكم، لا نطالبكم بذلك فنحن أخذنا على عاتقنا كنس هذا الاحتلال، بما نمتلك من إمكانات، ولكن هل وصل بكم الضعف والعجز أنكم لا تستطيعون تحريك سيارات الإغاثة؟ هذا ما لا نستطيع تفسيره.".