"طوفان الأقصى" في مواجهة "السيوف الحديدية"

فلسطيني أمام دبابة إسرائيلية محترقة
فلسطيني أمام دبابة إسرائيلية محترقة


أطلقت اليوم حركة حماس الفلسطينية عملية "طوفان الأقصى" داخل أراضي دولة الاحتلال، هذه العملية الجريئة وغير المسبوقة فاجأت الجميع بدقة تحضيرها وتنفيذها جوا، وبرا، وبحرا. وقد تم مقتل وإصابة مئات الإسرائيليين، وأسر عدد من جنود وضباط الاحتلال. هذه العملية جاءت بسبب الاستفزازات العديدة التي قام بها المستوطنون في تدنيس مسجد الأقصى، والهجوم على الفلسطينيين، وطردهم من منازلهم، وقتل عشرات الشباب الفلسطينيين، واقتحام قراهم ومدنهم دون رادع أو حسيب. هذه العملية إن نمت عن شيء فإنها تنم عن عزم وتصميم الفلسطينيين مواجهة المحتل المتغطرس والقاتل، والذي يمارس الأبارتايد والعنصرية ضد الفلسطينيين. حكومة نتنياهو التي تضم عتاة اليمين المتطرف الذي يقولون جهارا نهارا ورددوها في مظاهراتهم: "إن العربي الجيد هو العربي الميت"، وإن "فلسطين لا وجود لها". وقاموا بتدنيس مسجد الأقصى بشكل متكرر. هذه العملية تقول لدولة الاحتلال:" كفى يعني كفى" و"للصبر حدود"، وتوجه رسالة لأنظمة الدول العربية التي طبعت مع دولة الاحتلال بأن هذا التطبيع لن يغير من طبيعتها العدوانية، والتوسعية، وتحقيق حلم" دولة إسرائيل من الفرات إلى النيل" وقد عبر عنها وزير المالية تبسلائيل سموتيريش بخريطة تضم أراض عربية من الفرات إلى النيل، ثم عرض نتنياهو على منبر الأمم المتحدة خريطة لا تتضمن دولة فلسطين. لقد بحثت كل دولة مطبعة عن مصلحتها الخاصة وتركت الفلسطينيين وحدهم بمواجهة دولة احتلال تمتلك كل الأسلحة التقليدية والنووية، وكأنهم ليسوا أخوة لنا، والمسجد الأقصى ليس من مقدساتنا التي يجب أن ندافع عنها، لقد تمادى الصهاينة بإهانة المسلمين والمسيحيين، وتدنيس مقدساتهم أمام مرأى العالم الذي يتصنع الصم والبكم والعمى. اليوم يجب على مجلس الأمن، والجامعة العربية أن تغير من نظرتها وسياستها تجاه الفلسطينيين وحقوقهم المشروعة في بناء دولتهم وعاصمتها القدس الشريف. لقد قامت دولة الاحتلال بإطلاق عملية "السيوف الحديدية" لصد عملية "طوفان الأقصى" ولكن لن يفيدها شيئا فإصرار الفلسطينيين على نضالهم لن يثنيهم أي عملية عسكرية. لقد حقق الفلسطينيون انتصارا عسكريا لا شك فيه، وآظهر للعالم أن هذه الدولة يمكن اختراقها والانتصار عليها واسر جنودها من قبل عدد قليل من المقاتلين، وحققوا هذا الانتصار بما لم تستطعه أنظمة عربية تدعي المقاومة والممانعة.