الموت يغيب صاحب "الموت عمل شاق"

الكاتب خالد خليفة
الكاتب خالد خليفة

رحل عنا كاتبنا المبدع في غربته خالد خليفة في موت مفاجيء بأزمة قلبية مساء السبت. رحيل محزن لكاتب فتق الجرح السوري وعاش داخله ليروي معاناة شعب من نظام سياسي سلبه الحرية، والأمان، والأمن، من أجهزة سماها أجهزة الأمن، ولكن ليس للشعب بل لنظامه المستبد. في روايته "مديح الكراهية" وضع النظام الأسدي على طاولة التشريح من خلال حياة عائلة سورية كأنموذج لعائلات الشعب السوري التي دخلت في متاهات الحياة تحت نظام لا يرحم أحدا فسارع نظام القمع الفكري إلى منعها. في قرية أورم الصغرى التابعة لمدينة حلب شمالي سورية، ولد خالد خليفة في العام 1964 في عائلة متواضعة، لكن حلب مدينة المتنبي، والقدود الحلبية، وآخر محطة في طريق الحرير، كانت مرتع صباه ففيها تخرج من كلية الحقوق عام 1988. لكن الأدب كان طريقه بعد أن عايش الخداع الذي عبر عنه بإصدار روايته الأولى "حارس الخديعة"، وعبر مسلسله "سيرة آل الجلالي" (2000)، عَرْض المجتمع الحلبي وتراث المدينة السورية من خلال عائلة آل الجلالي، ومع مسلسله الثاني "قوس قزح" (2001) أكمل مشوارة الدرامي. بعد الثورة جاء عمله الثاني "لاسكاكين في مطابخ هذه المدينة" بعد أن رحل عن سوريا، وبعد أن أصبحت كلمة ثورة مرادفة لكلمة موت، موت شعب، أصدر روايته" الموت عمل شاق"، وفي مسار الموت الذي كان هاجسه رحل بعد روايته الأخيرة "لم يصل عليهم أحد" (2019)، في سرد تاريخي مجازي تعود قصته لقرن مضى. رحل كاتبنا وترك خلفه إرثا أدبيا كبيرا، في أعمال ستبقى صورة متخيلة عن واقع حقيقي أليم لشعب أصر نظام طاغ أن يجعل من كلمة "الموت" المصير لكل من قالا:"لا".