"داعش قوة عظمى" ؟

داعش في مدينة تدمر السورية
داعش في مدينة تدمر السورية


أعلن تنظيم "داعش" مقتل 23 جنديا سوريا من قوات النظام، وجرح آخرين في آخر هجوم له في البادية السورية قرب مدينة الميادين. ويأتي هذا الهجوم بعد سلسلة من الهجمات على حافلات نقل جنود النظام في منطقة دير الزور التي تحتلها قوات إيرانية، وقوات سوريا الديمقراطية "قسد" وقوات أمريكية داعمة لها بالإضافة إلى قوات النظام المتواجدة في بعض النقاط القريبة. ويتبادر إلى الذهن سؤأل: ألم يستطع النظام السوري الذي يعتبر أن الإرهاب هو سبب دمار سوريا وليس نظامه وأجهزته الأمنية، وشبيحته، وكل ميليشيات إيران الطائفية وحزب الله، والقوات الروسية، بما فيها مرتزقة فاغنر وما أدراك ما فاغنر من القضاء على هذا التنظيم الذي حسب احصائيات جهات عدة بأن عدد أعضائه الآن لا يتجاوز عدة مئات. وماذا عن الولايات المتحدة التي أعلنت عن تشكيل تحالف دولي للقضاء على "داعش" وتدعمها القوات الكردية "قسد"، وقامت بعمليات متعددة ضده وقتلت أحد قادته، وروسيا التي جاءت إلى سوريا بطلب من النظام بحجة القضاء على الإرهاب أيضا، وإيران وميليشياتها، وتركيا التي أعلنت أنها قتلت زعيم داعش الأخير الشهر الماضي؟ وبمعنى آخر أن بضع مئات من مقاتلي داعش يواجهون النظام السوري، والعراق، وإيران، وتركيا، وأمريكا، وفصائل من المعارضة المسلحة مجتمعة. ويستطيع أن يقوم بهجمات دامية ويوقع خسائر فادحة بالأرواح والعتاد في مكان صحراوي مكشوف تماما لا زرع ولا ضرع، ولا أحد تمكن من القضاء عليه تماما. فليس من الممكن منطقيا أن يتمكن هذا التنظيم الذي ظهر فجأة كنبات الفطر أن يتمكن من احتلال مساحات واسعة من العراق وسوريا لا تستطيع قوى كبرى من إنجازه بجيوش جرارة، ويعلن قيام الدولة الإسلامية في العراق والشام ويحتل الموصل في العراق، والرقة وتدمر في سوريا ويرتكب أفظع الجرائم ضد الإنسانية ويستمر وجوده سنوات عدة دون القضاء عليه.. فهل هذا التنظيم يضم محاربين خارقين للعادة يلبسون طواقي الإخفاء ولا يظهرون إلا فجأة؟ وأسلحة متطورة جدا تمكنه من مواجهة كل هذه القوى؟ هل تحول داعش إلى قوة عظمى؟ أم أنه يتم الحفاظ عليه بشتى الوسائل ليكون الشماعة الإرهابية التي يعلق عليها النظام كل حججه في القتل والتدمير والابتزاز؟