أصوات معارضة لموالي النظام.. لماذا الآن؟

لمى عباس وبشار برهوم
لمى عباس وبشار برهوم


منذ بداية الثورة السورية المجيدة التي انطلقت بعد أربعة عقود ونيف من نظام حكم استبدادي طائفي مخابراتي، بحت حناجر الثائرين وهم يصرخون: "واحد، واحد، الشعب السوري واحد"، وهذا الشعار كان موجها أيضا للمكون العلوي في نسيج الشعب السوري الذي يعتبر حاضنة النظام ومؤيده ومنخرط في جرائمه بعد أن غرر به النظام وأغراه بالمناصب والامتيازات ولوثة السلطة. أربعة عقود ونيف كان هذا المكون يغنم بحصة الأسد من خيرات البلاد وثرواتها، ومع انطلاق الثورة كان الثائرون يمنون النفس بأن يلتئم الشعب السوري بكل مكوناته لإسقاط هذا النظام الذي أوصل سوريا والسوريين إلى قعر بئر مظلمة لا خروج منها، لكن المكون العلوي أبقى على دعمه للنظام عبر قواته في الجيش، وشبيحته، ومخابراته، وشارك بكل ما قام به النظام من جرائم وتدمير، وعبر صمته الرهيب، وتبرير حتى قادته وكبار مثقفيه هذا التدمير وهذه الجرائم.
لكن المفاجآة جاءت في الأسابيع الأخيرة بظهور أصوات منددة من المكون العلوي منددة بالوضع المتدهور الذي وصلت إلى سوريا والسوريين وتحرضهم على الانتفاض في وجه النظام. أحد هذه الأصوات الإعلامية الموالية لمى عباس التي كانت من عتاة المدافعين عن النظام، قامت مؤخرا عبر شبكات التواصل الاجتماعي ببث مباشر نددت فيه بالوضع المزري للسوريين، وفاجأت السوريين أيضا ببث لصور لمجموعة من المخابرات الذين داهموا منزلها ليلا لاعتقالها لكنهم لم ينجزوا المهمة، وتابعت في حلقات بثها المباشر للتنديد مجددا مجاهرة بأنها لا تخشى بطش النظام. وتبعها الناشط العلوي بشار برهوم على نفس الوتيرة وأيدها وهدد من يتعرض لها. وخرجت أصوات أسدية تضارب أصوات برهوم وعباس كصوت الشبيح الأسدي وسيم الأسد الذي توجه إلى السوريين بالقول:"دبروا حالكم مثل ما دبرت حالي" ملقيا اللوم على الشعب السوري المنتفض لسوء أوضاع البلاد لعدم رغبتهم في العمل وزراعة أأراضيهم.. ويندد بكل من ينتقد النظام والحكومة التي تقوم بحهود كبيرة لإسعاد المواطن.
لكن لماذا الان؟ هذه الأصوات المتنافرة التي ظهرت من المكون العلوي تؤكد على أن الموسى وصلت إلى رقبة الجميع، وإن هذا المكون أصبح معرضا لما يتعرض له الآخرون لأن الخناق يضيق على النظام بتدهور الاقتصاد وانخفاض سعر الليرة حتى باتت القوة الشرائية للمواطن العادي أقل من عشرة دولارات في الشهر. وهناك خشية كبيرة من انتفاضة شعبية كبيرة من الجائعين تقلب الموازين رأسا على عقب، خاصة وأن هناك ضغوط كبيرة عربية ودولية على النظام للانخراط في حل سياسي، وإيقاف صناعة وتهريب المخدرات وخاصة الكبتاغون الذي أصبح الرافد الأساسي لميزانية النظام. ألم يكن من الأفضل على المكون العلوي أن يقف مع الشعب الذي ناداه واحد، واحد الشعب السوري واحد منذ البداية ووفر على سوريا والسوريين هذه المآسي، والجرائم، التي صار من الصعب أن يتنصل منها حتى لو علت بعض آصواته؟