دعا “ تكتل الجمهورية القوية ” والنواب ميشال معوض وفؤاد مخزومي وأديب عبد المسيح وغسان سكاف الحكومة اللبنانية “لاتخاذ القرار العاجل بنزع صفة اللجوء عن النازحين السوريين في لبنان وإعادتهم إلى ديارهم”. وتأتي هذه الدعوة على أعقاب طلب الاتحاد الأوربي من الحكومة اللبنانية الإبقاء على اللاجئين السوريين في لبنان. وهذه الدعوة ليست الأولى من نوعها فقد احتار بعض اللبنانيين في مقاعد البرلمان والحكومة كيف يمكنهم التخلص من السوريين على أراضي لبنان. وهنا لا بد من التساؤل: لقد أطلق اللبنانيون على السوريين في لبنان صفة "نازحين" وهذه الصفة لم تختر اعتباطيا أو عدم فهم معناها. فالنازح هو من ينزح من مكان إلى آخر ضمن جغرافية بلده، أي لا يتخطى الحدود ليصل إلى بلد آخر، وعليه فالسوري في لبنان يعتبر في بلده. أما اللاجيء فهو من يلجأ إلى بلد آخر بسبب حرب، أو خطر يهدد حياته، أما المهاجر فهو من يهجر بلده لسبب لا يهدد حياته بل لأسباب تخصه. وفي بيان النواب اللبنانيين“أن "أسباب اللجوء للسوريين في لبنان قد انتفت، سيما بعد انتفاء المبررات والشروط. ولما كان من الثابت، أن مسؤولية الحكومة بهذا الخصوص ثابتة وأكيدة. لذلك، يلتمس النواب الموقعون على هذه العريضة، من الحكومة نظرًا للخطورة، اتخاذ القرار العاجل بنزع صفة اللجوء عن المتواجدين السوريين على الأراضي اللبنانية". وهنا لا نجد في هذا البيان صفة "نازح" بل لاجيء، واللاجيء حسسب القوانين الدولية يجب حمايته ورعايته، وكأن النواب الكرام انتبهوا متأخرا للمعنى الحقيقي لكلمة نازح. فهل هذا جهل باللغة أم جهل بالقوانين الدولية؟ أم جهل بالتاريخ القريب عندما سلب لبنان من سوريا سلبا استعماريا، أم جهل بواقع آخر وهو الوجود اللبناني على الأراضي السورية المتمثل بميليشيات حزب الله الطائفية المحتلة جزء كبيرا من الأراضي السورية بعد أن قتلت آلاف السوريين وكانت سببا في تهجيرهم من أراضيهم. فهل احتل اللاجئون السوريون أراض لبنانية، أو هل حملوا الأسلحة وأدخلوا المدرعات لقتل اللبنانيين؟ وهل نسي النواب الكرام أن من أدخل الأسلحة الثقيلة إلى لبنان ودمر جزء كبيرا من بعض مدنها، وقتل الآلاف من اللبنانيين والفلسطينيين، واحتل لبنان وكان جنرالات الأسد الحاكمين الفعليين للبنان خلال عقود ثلاثة، وعملوا على نهبه وإذلال الشعب اللبناني الشقيق، واغتيال زعمائه وصحفييه المعارضين له؟ واليوم يرويدون تسفير اللاجئين السوريين وإرغامهم على العودة إلى حضن الأسد وحزب الله الذي كنا سببا في تهجيرهم ولجوئهم إلى لبنان. أم أن لوكان اللاجئون السوريون من طائفة حزب الله، أو طائفة جبران باسيل لاختلف الأمر وصارت المطالبة عكسية وهي إعطاؤهم الجنسية وتحويلهم لمواطنين؟