الليرة السورية مقابل الدولار تعن والمواطن يئن

الدولار والعملة السورية
الدولار والعملة السورية


يشهد سعر الدولار مقابل الليرة السورية ارتفاعا مطردا بوتيرة يومية حيث بلغ سعره لغاية يوم الجمعة 20.7,2023 في تعاملات دمشق وحلب وباقي المدن السورية 12000 ليرة سورية للدولار الواحد. وكان المصرف المركزي قد حاول اللحاق بالسوق السوداء برفع سعر الصرف في خطوة لاستقطاب العملة الأجنبية لكن يبدو أن يلهث خلف الارتفاع المطرد للدولار حيث بلغ سعر الصرف الذي قدمه في آخر عملية رفع السعر للدولار 9900 ليرة سورية. وبمعنى ذلك أن محاولاته تبوء بالفشل أمام الانخفاض المستمر لسعر الليرة السورية مقابل العملات الأجنبية بشكل عام والدولار بشكل خاص. ويعزو النظام سبب هذا الارتفاع الجنوني لأسعار العملات للعقوبات الأمريكية قد أوقفت العمل بجزء كبير من العقوبات بعد الزلزال الذي ضرب تركيا وشمال سوريا إذ أصدرت الخزانة الأمريكية الخميس 9 فبراير/شباط 2023 قراراً استثنائياً يقضي بمنح ترخيص لمدة 180 لأسباب إنسانية، وسيتوقف في شهر أب / أغسطس المقبل وهذا سيؤثر مباشرة على أسعار الصرف، وسيشهد الدولار ربما أسعارا جديدة تفوق هذه الأسعار بكثير. ورغم أن النظام السوري يحاول رفد الميزانية العامة عبر ترويج تجارة الكبتاغون ولخاصة في دول الخليج لم يستطع كبح ارتفاع أسعار الدولار، ولم يستجب لطلب الدول العربية التي طبعت علاقتها معه بتوقيف صناعة وتهريب للمخدرات عبر حدود الأردن والعراق والمرافيء السورية واللبنانية. ويحاول أيضا الاستيلاء على عقارات السوريين الذين فروا من عمليات القتل والاعتقال لدول مجاورة وبيعها للحصول على أموال لدفع رواتب موظفيه. وارتفاع سعر الدولار لا يؤثر فقط على الاقتصاد بشكل عام، بل يؤثر مباشرة على القوة الشرائية للمواطن السوري العادي إزاء التضخم الذي يرافق سعر الدولار، إذ ارتفعت نسبة التضخم في سوريا لعام 2022 إلى أكثر من 130 في المئة، واحتلت مرتبة متقدمة ضمن قائمة أكثر اقتصادات العالم تضخماً، وهذه النسبة ستكون أكبر هذا العام. ما ينعكس بشكل كبير على حياة المواطن الذي يشهد ارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل جنوني. ورصدت بعضر الوسائل الإعلامية في تحقيقات لها عن حالة العيش في سوريا بأن هناك بعض العائلات لا تقوى على تقديم أكثر من وجبة غذائية واحدة لأولادها. وحتى أن الكثير من المواطنين لا يستطيعون التنقل بالمواصلات لامرتفاع أسعارها، إذ فاق سعر التنقل بين المدن السورية راتب شهر كامل لموظف عادي الذي يتقاضى وسطيا ما بين 100 و 200 ألف ليرة سورية. ومع موجة الحر الذي تضرب سوريا والعالم يعاني السوري أكثر من غيره لانقطاع التيار الكهربائي باستمرار. هذا الوضع المزري مرشح للتفاقم ولا توقع للخروج من هذا النفق على المدى المنظور.