استخدام الفيتو الروسي الأخير (بعد 14 فيتو سابقين لقرارات مجلس الأمن بإدانة النظام السوري في حربه على الشعب السوري) لمنع دخول المساعدات الأممية لأربعة ملايين سوري في المناطق المحررة يعتبر جريمة بحق هؤلاء المحتاجين. لم يكتف قيصر الكرملين فلاديمير بوتين بقتل آلاف السوريين بقصف مقصود لأحياء سكنية، وأسواق مكتظة، ومشتشفيات، ومدارس، كان آخرها على سوق الخضار في جسر الشغور راح ضحيته 9 قتلى و30 جريحا الشهر الماضي، وتجريب كل الأسلحة الروسية في اللحم السوري التي اسفرت عن مقتل آلاف الأطفال والنساء، يسعى اليوم إلى تجويع السوريين الذين قالوا لا لنظام القمع والإجرام والطائفية، دون سبب مقنع سوى أنه يناكف الغرب الذي يقف إلى جانب أوكرانيا ضد غزوه لها وقتله الآلاف من شعبها، وتدمير بنيتها التحتية كما فعل في سوريا، وجيورجيا. واليوم يريد بعد، خيباته في أوكرانيا، أن يساوم الغرب بالملف السوري، فزعيم الدولة العظمى الذي كان يعتقد أن غزو أوكرانيا سيكتمل ببضعة أيام، "فالجيش الروسي الذي لا يقهر لن يقف أمامه جيش "المهرج" فلوديمير زيلنسكي"، فإذا بجيش المهرج يصد جيش الدولة العظمى المتوحل ويصمد سنة وبعض السنة أمامه، ويستمر في صد كل الهجمات، ويكبده خسائر فادحة في العتاد والأرواح بدعم غربي أكيد، ولكن روسيا أيضا هناك من يدعمها (روسيا البيضاء وإيران ودول البريكس أي الصين والهند والبرازيل وجنوب إفريقيا). فالمسيرات الإيرانية هي التي تقصف كييف اليوم،( قال الناطق باسم سلاح الجو الأوكراني يوري إيغنات، الخميس، إن القوات الأوكرانية دمرت 20 مسيّرة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع، بالإضافة إلى تدمير صاروخَي كروز من طراز "كاليبر"، إثر ضربات استهدفت العاصمة كييف ومناطق أخرى في البلاد. وقال الجنرال الروسي إيفان بوبوف قائد جيش الأسلحة المشتركة الثامن والخمسين، إنه أقيل من منصبه بعد أن نقل الحقيقة لكبار القادة حول الوضع على الجبهة الأوكرانية، مؤكدا أن الجنود الروس تعرضوا للطعن في الظهر بسبب إخفاقات كبار الضباط) العسكريين. والقنابل النووية انتقلت إلى روسيا البيضاء، وللالتفاف على العقوبات الغربية يحاول بوتين اليوم دعوة دول أخرى للانضمام للبريكس، ويحاول أو ينشيء قوة اقتصادية تنافس القوة الاقتصادية الغربية، ويدفع باتجاه ضرب الدولار الأمريكي عبر دفع ثمن صادرات روسيا بالروبل. إن ما أقدم عليه بوتين باستخدام الفيتو هو سياسة تجويع وقتل أطفال ينقصهم المواد الغذائية، فماذا يمكنه أن يكسب من ورائها سوى الإدانات الدولية، لأن هذه المساعدات تنضوي تحت مسمى مساعدات إنسانية، فهي ليست قنابل فوسفورية أو عنقودية قدمتها روسيا هدية لأطفال سورية في العيد. لقد أثبتت السياسة الروسية التي كانت تترأس الاتحاد السوفييتي الذي كان يدعي أنه يساعد الشعوب المغلوب على أمرها، ويدعم تحررها، أنها تتحول بعد انهيار الاتحاد السوفييتي إلى دولة امبريالية تغزو جيورجيا، وأوكرانيا، وتدمر الشيشان، وتغزو سوريا، وتدعم نظاما قتل من شعبه مئات الآلاف، وهجر الملايين، وحول الشعب السوري إلى شعب جائع لا يتعدى دخل الفرد فيه عن 15 دولارا، وحتى هذا الراتب يتآكل مع ارتفاع سعر الدولار الذي تجاوز عتبة 10 آلاف ليرة سورية للدولار الواحد.