جينين غراد

دولة الاحتلال تجتاح جينين
دولة الاحتلال تجتاح جينين

قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي فجر أمس الإثنين عدوانا جديدا على مخيم جنين في الضفة الغربية، شارك فيه أكثر من ألف جندي، فيما كشفت مصادر إسرائيلية عن مشاركة لواء كامل في هجوم بري وجوي لم يشهد له المخيم مثيلا منذ عام 2002. وقد أدى هذا الهجوم إلى مقتل عشرة فلسطينيين وجرح أكثر منة آخرين واستخدم جيش الاحتلال أبناء المخيم دروعا بشرية، ومنع طواقم الإسعاف من الوصول للجرحى. واقتحمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال تقدر بـ150 آلية عسكرية ترافقها جرافات مدرعة المخيم من عدة محاور. ودفعت إسرائيل بقوة كبيرة مؤللة ومصفحة لتحاصر المخيم وتعزله عن مدينة جنين، فيما نفذت عدة غارات بطائرات مسيّرة استهدفت منازل مقاومين زعم الاحتلال أنها مقرات قيادة وتحكم وأسلحة.” وتأتي هذه العملية بعد عقدين تقريبا من عملية مماثلة تم خلالها تدمير احياء كاملة في المخيم وقتل عشرات الفلسطينيين وجرح المئات. هذه الاعتداءات المتكررة إن دلت على شيء فهي تدل أولا أن دولة الاحتلال التي تحاول قضم الأراضي الفلسطينية عن طريق بناء المستوطنات هي المسؤولة عن علميات التصعيد، خاصة وأن اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو يدعم المستوطنين ويقف إلى جانبهم في اعتداءاتهم على الفلسطينيين، ثانيا أن كل الاتفاقات التي تم توقيعها مع دولة الاحتلال وخاصة اتفاقية أوسلو لا معنى لها وكانت خديعة كبيرة من قبل الإسرائيليين، فدولة الاحتلال ما زالت تحتفظ بعقليتها وأهدافها باحتلال الضفة الغربية كاملة، والتنصل من حل الدولتين. ثالثا أن الدول العربية التي قامت بالتطبيع مع دولة الاحتلال دعمت بطريقة غير مباشرة إسرائيل بالاعتداء على الفلسطينيين، خاصة وأن الصمت العربي مريب جدا، والوقوف في وجه دولة الاحتلال يقتصر على بيانات وإدانات من بعض الأنظمة، والجامعة العربية التي تهزأ منها هذه الدولة العنصرية وتضحك في سرها على العرب جميعا، بل وتوغل في دماء الفلسطينيين أمام مرأى العرب والمسلمين والعالم أجمع. فإلى متى سيستمر هذا الضعف والصمت العربي؟ وإلى متى سيترك الفلسطينيون وحدهم في ساحة المواجهة مع دولة الاحتلال مع أن إخواننا الفلسطينيين لا يدافعون عن أنفسهم فقط بل يدافعون عن كل أمة العرب وأراضيها.