دمشق أقدم عاصمة في العالم، وحاضرة العالم وعاصمة الأمويين وحاضرة العالم خلال قرن كامل، ومنها انطلقت أكبر الفتوحات، ففي العام 711 م كانت دمشق عاصمة لإمبراطورية تمتد من حدود فرنسا الجنوبية إلى حدود الصين. دمشق مدينة التعايش والسلام ففي مسجدها الأموي الكبير أجمل وأكبر مساجد العالم يجتمع فيه مقدسات الإسلام من سنة وشيعة والمسيحية، ففيه مقام يوحنا المعمدان (النبي يحيى)، ومقام الحسين، ودمشق التي كنيت بالفيحاء كونها مسورة بالغوطة التي هي جنة من جنان الأرض تفوح بعطر أزهار الأشجار التي تلتقي بعطر الياسمين في البيوت الدمشقية، دمشق صلاح الدين التي منها انطلقت جيوش تحرير القدس، دمشق الحضارة التي منها انتقلت حضارة الأندلس التي أبهرت أوربا ومنها نهلت حضارتها، دمشق الرخاء حيث لم يكن فيها فقير لأنها كانت أرخص مدينة في العالم لوفرة محاصيلها، دمشق التي كانت تصدر الحرير، والدامسكو، والأغباني والبروكار، وكل الأقمشة الرفيعة إلى جميع أنحاء العالم،، حتى ملكة بريطانيا اليزابيت كان فستان عرسها من البروكار الدمشقي. دمشق قلب العروبة النابض، دمشق مخترعة الحرف،... اليوم أوصلها نظام الأسد إلى أسوأ مدينة للعيش في العالم حسب تصنيف مجلة الأيكونوميست. وهل أصدق من نزار قباني وكل الشعراء الذين تغنوا بها:
هذي دمشق وهذي الكأس والراح،
إني أحب وبعض الحب دباح
أنا الدمشقي لو شرحتم جسدي
لسال منه عناقيد وتفاح
للياسمين حقوق في منازلنا
وقطة البيت تغفو حيث ترتاح
لقد باتت دمشق أسوأ مدينة عيشا من مدن بنغلاديش، والصومال، وأرتيريا، وأسوأ المدن الإفريقية والآسيوية، وبات المواطن السوري يتقاضى أخفض راتب في العالم (15 دولار) لا تكاد تسد الرمق. هذا هو نظام الأسد الذي حول دمشق وسوريا بأكملها إلى دولة الفقر، والمرض، والدمار والاحتلال. وهل أبلغ من أمير الشعراء أحمد شوقي حين قال في دمشق التي دكتها القوات الفرنسية بعدما ثارت عليها اليوم نتذكرها بعد دكها نظام الدمار الأسدي:
سلام من صبا بردى أرق ودمع لا يكفكف يا دمشق