نزار قباني وحافظ الأسد

الشاعر الكبير نزار قباني وحافظ الأسد
الشاعر الكبير نزار قباني وحافظ الأسد


في العاشر من حزيران 2000 مات حافظ الأسد، ودخلت سوريا في "حزن بالإرغام" فرضه نظام القمع والتسلط، ودام الحزن شهورا ووسائل إعلام النظام، بلا كلل ولا ملل، تذكر بمناقب "القائد" الذي قاد سوريا إلى طريق الدم والدمار. وكان شاعرنا الكبير نزار قباني قد نظم قصيدة في هجائه أوصى بأن تنشر بعد وفاة "الطاغية" وقد نشرت القصيدة في مثل هذه الأيام وتناقلها السوريون لأنها تحاكي ما وقع اليوم بالشعب السوري من ويلات ومجازر من قبل وريث الطاغية حكما، وإجراما، ودمارا.
بمناسبة هذه الذكرى نعيد نشر القصيدة:

ليس بالموتِ تشمَتُ الأحرارُ = إنما مصرُعُ الطغاةِ انتصارُ
قُمْ إن استطعتَ من مماتِك واهرُب = فعلى الموت تكشَفُ الأسرارُ
أيها القاتلُ المُعَبَّأُ قَمْعاً = أين جيشُ الإرهابِ والأنصارُ
أين جندُ العصابةِ المتخفُّون = وأين الجماعةُ الأشرارُ
أين بالغَمزةِ الصغيرةِ تودِي = بألوفٍ كأنكَ الأقدارُ
أين سلطانُكَ المرصَّعُ قَهْراً = أين ذاك الشُّرْطيُ والمُغْوارُ
أين مليونُ مُخبرٍ سِري = ربطَ العارُ بينهم والشَّنَارُ
أين ماكينةُ الذبح والتبغِ = وبيعُ الحشيشِ والعُقَّارُ
أيها القاتلُ الذي احترفَ القتلَ = تبارَتْ يمينُه واليسارُ
أيها القاتلُ المؤسِّسُ نهجاً = دَمَوياً وتشهَدُ الأمصارُ
أَعَليْنا يا ابنَ الحرامِ تُغَنِّي = بصمودٍ وتشهَدُ الأخبارُ
أعلينا يا ابنَ الحرامِ تُغَني = بنضال وأزمةٌ تُستَعارُ
حافظَ الذئبِ هل على الليل سِدرٌ = أم بقايا من زعترٍ أم دمارُ
حوصِرَ الشعبُ بين قَتْلٍ وحَرْقٍ = هكذا هكذا ولا إنذارُ
أيها الباطِنيُّ قَلْباً وروحاً = يعلمُ الناسُ مَنْ هو الغَدَّارُ
وحدويٌ وطائفيٌ لعمري = حُبسَتْ عند كِذْبِكَ الأمطارُ
يشهدُ الوارثون منْ عبدِ شمسٍ = وبقايا أميَّةٍ ونِزارُ
أنكَ القُرْمُطِيُّ أصلاً وفصلاً = أإلى خائنٍ تُناطُ الديارُ
أيها الأعور الملطخ بالدم = رويداً ستنطُقُ الأحجارُ
حلب , تدمر , زوايا حماة = ورواقٌ مُهَدَّمٌ وجدارُ
وكنيس , ومسجد , وقلاع = هُدِمَتْ فوق أهلِها الآثارُ
نصف شعبي مهجر في منافيه = ونصفٌ يدوسَه البِصْطارُ
وترى ابن قحبة يتخطى = كلَ صفٍ ويُمنَعُ الأَطهارُ
(وطبيبُ العيون) تُسْحَلُ عيناهُ = وتكون عند الخطيبِ الشِّفارُ
لو حَلَمنْا يراقَبَ الحلمُ فينا = كهربياً وتُصْعَقُ الأَفكارُ
وَجَعي أنني أموتُ غريباً = ودمشقٌ على فؤادي السِّوارُ
إنني أرفُضُ اللواطَ على الحُكْمِ = وأمضي ما بِكَفِّيَ عارُ
رحلَ الخائنُ الكبيرُ فقولوا = للمراحيضِ روحُهُ والقَرارُ
قد يعيشُ الطغاةُ قمعاً وقهراً = إنما فوق كلِ قاهرٍ قهارُ