الشوكولامو والمجدرة

الشوكولامو والإعلامية اللامعة
الشوكولامو والإعلامية اللامعة


أعابت إحدى الإعلاميات اللامعات بسقطاتها الإعلامية اللاجيء السوري في لبنان بجهله "للشوكولامو"، ففي ظل التجني واختلاق مبررات واهية لترحيل السوريين من لبنان من قبل بعض الساسة والخائفين على توازنه الطائفي الهش، لم تجد هذه اللامعة لوصم السوري  سوى جهله ب "الشوكولامو" لأن معرفة الشوكولامو هي من عناوين التحضر والرقي لدى البعض. وهذه السقطة من الإعلامية اللقطة أعادتني بالذاكرة إلى سقطة مشابهة من إعلامي لامع بسقطاته أيضا. إذ دعيت من قبل أحد الأعيان الفرنسيين المؤيدين للعرب لمأدبة عشاء، فوقع مكاني على المائدة إلى جانب زوجين من بلد إعلامية الشوكولامو، المرأة متصنعة متحزلقة تلبس فستانا ينحسر عن فخذيها إلى حدود حرجة، وحذاء بكعب طول كعبية يشيان عن قصر قامتها، ومساحيق وجهها تخفي خلفها علل جمالها، أما الشعر الذهبي المسافر في كل الدنيا مصبوغ، مصبوغ، مصبوغ، يا ولدي. في معصميها يلمع أساور وخواتم تقول: أنا من الأغنياء الجدد. أما الإعلامي اللامع فيظهر في بزة أنيقة خرجت للتو من محلات إيف سان لوران، وربطة العنق تصرخ بوجه من يراها أنا من محلات بير كاردان، وحذاء لماعا من محلات فرانسيسكو سمالتو. في معصمه ساعة رولكس ذهبية لأن الوقت من ذهب. كان الحضور يتحدثون في أمور ثقافية عامة، لم يشارك جاريا بها واكتفيا بالتهام الطعام، ثم انتقل الحديث من الفكر إلى البطون والقدور فوجد جاريا ضالتهما بعد أن سألهما المضيف عن الطبق الشعبي في بلدهما، فتنحنحت سيدة الشعر المسافر في كل الدنيا وقالت: المجدرة. سمعت الزوج يهمس لها: " لك ما لقيتي من كل الأكل غير المجدرة، ولك هيدي أكلة المعترين السوريين، ولك كنت قولي خاروف محشي، قولي صيادية، قولي كبة، لك العمى ما لقيتي غير المجدرة، هيدي الأكلة إجتنا من سورية  " لم يكن يعلم هذا اللامع أن الذي يجلس بجانبه سوري يفخر بأكلة المجدرة. ولأخذ ثأر المجدرة دعوت الجمع إلى منزلي وقلت بصوت عال أدعو الجميع على أكلة مجدرة في منزلي فهي أكلة المعترين السوريين الذين أنا منهم.
فأنا أطلب من إعلامية "الشوكولامو" أن تدعونا على أكلة "شوكولامو" لعلنا نحن السوريين "المعترين" نتحضر قليلا.