في كل دول العالم هناك وحدات خاصة لمكافحة تصنيع وتجارة المخدرات، والأمثلة على ذلك لا تعد ولا تحصى من كولومبيا حيث تم القضاء على شبكة بابلو إسكوبار وتمت تصفيته، لإيطاليا حيث تقوم قوات الأمن باستمرار بإلقاء القبض على زعماء المافيا واحدا تلو الآخر، وفي دول أخرى أوربية كثيرة تخشى من تفشي تعاطي المخدرات التي من شأنها ضرب نسيج المجتمعات وخاصة عندما تنتشر في المدارس والفئة العمرية الصغيرة المعرضة لحالة الإدمان الخطيرة. والمخدرات بأنواعها المختلفة من الحشيش، والأفيون، والمارجوانا، والهيروئين، المورفين، الكوكائين..جميعها تفتك بالمتعاطين بها. وهي من مستخرجات نباتية يتم تصنيعها وتهريبها عبر شبكات محلية ودولية. لكن أضيف مؤخرا مستخرج جديد: الكبتاغون. والكبتاغون تسمية قديمة لعقار يعود إلى عقود مضت، لكن تلك الحبوب، وأساسها الأمفيتامين المحفّز، باتت اليوم المخدّر الأول على صعيد التصنيع والتهريب وحتى الاستهلاك في منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي وتُعد حبوب الكبتاغون اليوم أبرز الصادرات السورية، وتفوق قيمتها كل قيمة صادرات البلاد القانونية، وفق تقديرات مبنية على إحصاءات جمعتها وكالة فرانس برس، وتوثّق الحبوب المصادرة خلال العامين الماضيين وباتت سوريا مركزاً أساسياً لشبكة تمتد إلى لبنان والعراق وتركيا وصولاً إلى دول الخليج مروراً بدول إفريقية وأوروبية، وتُعتبر السعودية السوق الأول للكبتاغون. ومن المعروف أن تصنيع وتصدير الكبتاغون يتم عن طريق الفرقة الرابعة التي يترأسها ماهر الأسد شقيق بشار الأسد، وتمر هذه التجارة عبر بوابتين رئيسيتين الأردن والعراق. وقد قامت القوات الأردنية مؤخرا بتصفية أحد بارونات المخدرات في منطقة درعا، وأصدر الكونغرس الأمريكي قانون الكبتاغون لمعاقبة النظام السوري وملاحقته. مع موجة التطبيع مع النظام السوري كان وقف تصدير الكبتاغون مطلبا رئيسيا لدى الأردن والسعودية، لكن المشكلة لدى النظام السوري هي كيف يعوض أموال الكبتاغون ليرفد ميزانية النظام شبه المفلسة، وحسب وكالة رويترز فإن المملكة العربية السعودية عرضت على الأسد مبلغ 4 مليارات دولار كتعويض عن خسارته في تجارة الكبتاغون، وهذه أول مرة يكافأ تاجر المخدرات على جريمته بدل أن يعاقب، بل وسيحتل كرسيا في الجامعة العربية إلى جانب باقي زعماء الأنظمة العربية التي ستحتفي بعودته في مؤتمر القمة المقبل مغمضين عيونهم على مقتل حوالي مليون سوري من قبله، واعتقال مئات الآلاف وموت الكثير منهم تحت التعذيب، وتدمير سوريا، وجلب المحتلين لها، وتهريبه للمخدرات التي تدر عليها الأموال الطائلة ولكن تفتك بالمجتمع الخليجي. ويكون الأسد بتصنيعه وتهريبه لهذا المخدر قد امتلك ورقة يبتز فيها سياسيا الأردن ودول الخليج والوصول إلى هدفه الأساسي: فك عقد ونيف من العزلة.