وافقت حكومة دولة الاحتلال على خطة لتشكيل ذراع أمنية جديدة، أطلق عليها "الحرس الوطني" وحسب الخطة، فإن "الحرس الوطني" سيكون تابعا بشكل مباشر لوزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن غفير، وخاضعا لتعليماته المباشرة، حيث ستنفذ هذه الذراع مهام أمنية واسعة تحديدا في أوقات "الطوارئ"، بناء على سلم الأولويات الذي يحدده الوزير الذي أشار إلى أن الجهاز الجديد سيركز على الاضطرابات في مناطق العرب وبأنه تحديث لمبادرة الحكومة السابقة. في المقابل اتهمه خصومه السياسيون بتشكيل "ميليشيا" على أساس طائفي. هذه الميليشيا تذكرنا نحن السوريين بحزب البعث بعد انقلابه على السلطة الشرعية في العام 1963 بتشكيل الحرس القومي الذي بدأ يجوب شوارع المدن ويرهب الناس، ومع انقلاب حافظ الأسد في العام 1970 كلف هذا الأخير أخاه رفعت بتشكيل سرايا الدفاع ميليشيا أخرى لترهيب الناس وارتكاب المجازر في سجن تدمر إذ تم قتل أكثر من ألف سجين بدم بارد، ومدينة حماة التي قتل فيها أكثر من أربعين الفا من المدنيين الذين لم يرتكبوا ذنبا سوى أنهم من مدينة حماة. ثم جاء الوريث ابن أبيه بشار الأسد لينشيء ميليشيا "الشبيحة" الذين ارتكبوا جرائم بحق السوريين لا تحصى عدا، ويندى لها جبين الإنسانية إجراما. ثم "فرخت" الميليشيات في كل أرجاء سوريا، فصار كل متمول ينشيء ميليشيا خاصة به ليقتل وينهب ويشبح على السوريين. وتم جلب ميليشيات طائفية من وراء الحدود حشد شعبي، على "زينبيون"، على"فاطميون"، على "حزب الله"، على "عصائب الحق"، على"أبو فضل العباس" وسواها، وجميعها لاهم لها سوى قتل السوريين السنة، في حقد طائفي مقيت. ويبدو أن دولة الاحتلال التي تدعى بأنها "دولة ديمقراطية" تفوح منها روائح الفاشية منذ البداية. فالفلسطينيون لا ينسون جرائم ميليشيات اليهود الهاجانا، والشتيرن، والبالماخ، والأورغون التي ارتكبت مجازر عديدة بحق الفلسطينيين، ومجازر دير ياسين، وكفر قاسم، وقبية وسواها دليل على ذلك. ميليشيا الحرس الوطني الجديد كالميليشيات في سوريا، مخصصة لقتل الفلسطينيين وترويعهم تحت مسمى الأمن. وفي الواقع هذه الميليشيا الجديدة ومهامها المذكورة بأنها مخصصة لفلسطينيي الداخل ينطبق عليها صفة الإرهاب. تضاف إلى صفة إرهاب الدولة التي تتمتع بها دولة الاحتلال، هذه الدولة التي تحتل أراضي الفلسطينيين، وتقتل العديد منهم يوميا، يتحضر شبيحتها ومتطرفوها لفتح حرب عنصرية على الفلسطينين، وتدنيس مقدسات المسلمين في الأقصى قبلة ملياري مسلم في العام ينامون في العسل، ودول عربية تهرول لاسترضائها، وعالم أجمع يتفرج كأنه "شاهد ما شافش حاجة"