في سوريا كل يوم يمر يذكر بمجزرة ارتكبت بحق الشعب السوري، لم تعد المجازر تحصر كما، لكن يبقى بعضها ماثلا في الأذهان بالأحزان، اليوم يكون قد مر سنوات ست على مجزرة خان شيخون الكيماوية. هذه المجزرة التي ارتكبها النظام السوري بأوامر من رئيسه بشار الأسد، ومنفذ هذه المجزرة الرهيبة التي راح ضحيتها أكثر من مئة طفل بريء لم يرتكب في الدنيا ذنبا سوى أنه كان في المكان الخطأ، هو المجرم العقيد الطيار محمد يوسف حاصوري الذي قاد طائرته التي القت قنابلها المحملة بغاز السارين على المدينة من مطار الشعيرات. هيئة الأمم المتحدة حملت النظام السوري في تقريرها النهائي المسؤولية عن هذه العملية الإجرامية بعد اطلاعها على التقرير الخاص بلجنة التحقيق. فلا مجال للشك في ذلك. هذه المجزرة هي واحدة من المجازر العديدة التي وثقت بالصوت والصورة، كمجزرة الغوطة، وخان العسل، وخاصة مجزرة حي التضامن المروعة، فهناك مئات المجازر التي ارتكبت دون توثيق، أفاد بحدوثها شهود عيان أو ناجون منها حضروا عرس الدم كمجزرة الحولة التي روتها تلك الأم التي فقد بناتها الثلاث بعد اغتصابهن أمام والديهن، وقاموا بقتل كل عائلتها وأقاربها وكانت الناجية الوحيدة. كل هذه الجرائم ارتكبت والعالم يغمض عينيه وكأن من يذبحون ويقتلون ويغتصبن، وتحرق جثثهم هم من كوكب آخر، ليس على مقربة من حلف الناتو، ولا من الجامعة العربية، ولا من المجلس الأممي لحقوق الانسان، ولا من زعماء العرب الذين استرقوا السمع وصمتوا، اليوم نسوا، أو أظهروا التناسي، وقابلوا الشعب السوري بوجه رخامي ،إذا دق فيه مسمار لانكسر، بعد أن عقدوا العزم على السير جماعة في موسم التطبيع مع النظام الذي قام بكل هذه المجازر، هذا النظام الذي يتعرض لعقوبات أمريكية بسبب قتله احد عشر الف معتقل تحت التعذيب بتوثيق أكثر من 50 ألف صورة للذين فقدوا حياتهم في سجون النظام، وأقبية المخابرات، ولمحاكمات في أكثر من مدينة أوربية على جلاوذه ارتكبوا أبشع الجرائم ضد الإنسانية، كان آخرها في باريس التي حكمت على ثلاثة من من قادة مخابراته المسؤولين عن أفظع عمليات القتل والتعذيب. اليوم يولي معظم زعماء العرب وجوههم شطر دمشق ليعانقوا الأسد برجاء عودته إلى أحضان الجامعة العربية، وكأنه هذا الشخص البريء من قتل مليون إنسان، وتدمير سوريا، وجلب زناة الليل إلى مخادعها، وتحويل سوريا كاملة إلى مزرعة مصدرة للمخدرات، والجرائم مازالت ترتكب يوميا ضد الشعب السوري، كمن يرقص مع الذئاب ودماء ضحاياها مازالت تلطخ أنيابها.