الشعب السوري والمطبعون

وفود عربية قابلت رئيس النظام السوري
وفود عربية قابلت رئيس النظام السوري


في الوقت الذي تفتح بعض الدول العربية سفاراتها في دمشق، وتسعى لإعادة تأهيل نظام الأسد وعودته إلى الحضن العربي بسلام بعد اثنتي عشرة سنة من انطلاقة الثورة السورية، تقوم طائرات النظام السوري بقصف المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة، وعمليات القصف المتكررة توقع العديد من الضحايا المدنيين الذين هربوا من قصف طالهم في بلداتهم قبل تهجيرهم ليعيشوا في مخيمات النزوح. فبشار الأسد أعلن الحرب على الشعب السوري منذ اليوم الأول لانطلاقة الثورة السورية، فما الذي تغير اليوم، النظام مازال مستمرا، بدعم من القوات الروسية، والميليشيات الإيرانية، وحزب الله، في حربه ضد الشعب السوري بكل الأسلحة المتوفرة لديه، ولديهم، ومن يعيشون في مناطق سيطرته يعانون من حرب أخرى صامته هي حرب القمع والجوع. فهل اعتبر المطبعون أن النظام السوري قد بدل من سلوكه تجاه السوريين حتى بدلوا مواقفهم السابقة التي كانت إلى جانب المعارضة؟ أم أن هذه المواقف جاءت حينها بقناعة بأن المعارضة السورية المسلحة (المدعومة بالمال والسلاح من قبل هذه الدول نفسها التي تطبع مع النظام السوري اليوم) ستسقط النظام وبالتالي سيكون لها حظوة، أو مصالح مع النظام الجديد بعد السقوط؟ على أية حال لم ير الشعب السوري من المطبعين الأوائل أي خطوة تجاهه، بل يأسف لدعم نظام ما زال مستمرا في قتله. والكل يعلم أن معظم السوريين مستمرون في معارضتهم لنظام الأسد، فماذا لو اندلعت الثورة من جديد، هل ستنقلب مواقفهم، أم سيقفون إلى جانب النظام في قتله للسوريين؟ ويعلم القاصي والداني أن هذا النظام ارتكب مجازر بحق الشعب السوري ترقى إلى جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة. ومن الواضح أن موجات التطبيع المتعاقبة مع دولة الاحتلال التي تقوم باعتداءات متكررة على مطارات سوريا وموانئها دون رد من النظام الممانع أولا، والتي ينفي احد وزرائها وجود الشعب الفلسطيني، وينوي محو دولة الأردن بخريطة لإسرائيل التوسعية مستقبلا، وتقوم قواتها بقتل منهجي للفلسطينيين بشكل شبه يومي، ثم مع النظام السوري الكيماوي ثانيا، والآن مع أيران التي تهيمن على العراق، وميليشياتها ترتكب أفظع الجرائم في سوريا، وتدمر لبنان سياسيا واقتصاديا، وتسلح الحوثيين في اليمن ثالثا وأخيرا. ثلاث قوى تفتك بسوريا وفلسطين، وتسعى إلى تغييب شعبيهما، والهيمنة بكل ما أوتيت من قوة وعزم وتصميم وتخطيط على دول عربية، فهل يثني التطبيع مع هذه القوى عن مشاريعها وأهدافها في سورية ودول عربية أخرى؟