اتخذت الجمعية العامة للأمم المتحدة قرار تخصيص يوم 15 مارس/آذار 2022 كيوم ضد الأسلاموفوبيا الذي يشير لفظ الإسلاموفوبيا رهاب الإسلام أو كراهية الإسلام. بأنه: "الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم، بما يؤدي إلى الاستفزاز والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين، سواء في أرض الواقع أو على الإنترنت" وذلك حسب تعريف الأمم المتحدة
أنطونيو غوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة، وصف قبل أيام رهاب الإسلام أو الإسلاموفوبيا بأنه "سم"، متحدثا عن أن "مسلمي العالم الذين يبلغ عددهم نحو ملياري نسمة هم تجسيد للإنسانية بكل تنوعها"، وأضاف في كلمته أن "المسلمين يواجهون في كثير من الأحيان تعصباً وتحيزاً لا لسبب سوى عقيدتهم".
وأكد المسؤول الأممي أن رهاب الإسلام "ليس حدثاً منعزلاً، بل جزء أصيل من عودة القومية الإثنية للظهور وأيديولوجيات النازيين الجدد الذين يتشدّقون بتفوق العرق الأبيض"، مبرزاً أن هناك "عنف يستهدف الشرائح السكانية الأضعف، بمن في ذلك المسلمون واليهود وبعض مجتمعات الأقلية المسيحية وغيرهم"
وباعتبارها أكبر تجمع للجاليات المسلمة خارج البلدان الأصل، تعاني عدد من الدول الأوروبية من ارتفاع نمط الإسلاموفوبيا. مع أن المسلمين في أوربا ساهموا بشكل فعال في اقتصاديات الدول الأوربية، فهناك رؤوس أموال ضخمة على شكل ودائع في البنوك الأوربية، واستثمارات كبيرة في شركات أوربية، بالإضافة على العمال الذي ساهموا كثيرا في بناء البنى التحتية كأنفاق القطارات، والطرقات، وسواها، كما أثرى الكثير من المثقفين المسلمين في إغناء الثقافة الأوربية في جميع مجالاتها من آدب، ومسرح، وسينما، وفنون تشكيلية. عدا عن التزاوج بين المسلمين والمسلمات بأوربيين وأوربيات. وعليه فإن هذا الرهاب من الإسلام والذي اتخذته بعض الأحزاب الأوربية الشعبوية كحصان طروادة لمآرب سياسية وتطالب بطرد المسلمين، وبالتضييق عليهم بسبب لباسهم وخاصة الحجاب، أو الحد منهم لا يؤدي إلا إلى نتائج عكسية تضر بالمجتمعات الأوربية نفسها، وتؤجج الكراهية، وتتسبب باعتداءات، وانتهاكات للأماكن المقدسة، وتخلق خللا في توازن سكاني كان قائما على التسامح وحرية المعتقدات التي تنص عليها الدساتير الأوربية.