الطناجر الفارغة تتكلم

أطفال غزة أمام نقطة توزيع الطعام
أطفال غزة أمام نقطة توزيع الطعام


مشاهد الفلسطينيين الذين يمدون طناجرهم الفارغة لنيل ما تيسر من حساء، أو قلة من حبوب تدمي نياط القلب، هذه الطناجر تتكلم، بل تصرخ أسعفوا حاملي بلقمة عيش، الطناجر تشبه أصحابها المجوعين، منها ما أصابه السخام، ومنها ما هو مشوه لأنها خرجت من تحت الأنقاض كأصحابها غير سالمة، واحدة فقدت أذن، وأخرى أذنين وثالثة تقعر جانبها، وكلها ممدودة بأيادي أطفال متضورين جوعا. مشاهد الأطفال التي تحولت إلى أجساد هزيلة بارزة العظام هزت ضمير العالم (ما عدا ضمير الأنظمة العربية) هذه الطناجر الفارغة أصبحت رمزا للدفاع عن القضية الفلسطينية في العالم أجمع، فبعد رفع الأعلام الفلسطينية، وارتداء الكوفيات، وحمل الأكفان، بات المتظاهرون يحملون الطناجر الفارغة وكلها طناجر نظيفة، طناجر هولاندية، وطناجر فرنسية، وطناجر بريطانية.. دون سخام، ولم تفقد أذنا أو أذنين، ولا تقعرت، ولا اعوجت، يضربون على أسفلها بملاعق لتصدر رنينا، وطنينا، وجلبة، لإيقاظ الضمير العالمي النائم بأن هناك شعبا يباد جوعا. الطناجر الفارغة تتكلم لأنها تحولت إلى آلة موسيقية يضرب المتظاهرون على أسفلها بإيقاعات تشبه صرخات الجوع، هذه الصرخات "الطنجرية" فعلت فعلها في المجتمعات الغربية التي تستنكر وتشجب سياسة التجويع التي تقوم بها الدولة المارقة، كل خرج بطنجرته وملعقته ليقول دون قول، بقرع الملعقة على أسفل الطنجرة أن هذه الطناجر الفارغة يجب أن تكون مليئة. تقول أوقفوا المجاعة أيها النازيون الجدد، كفى يا قاتلوا الأطفال جوعا، إن كل دولة تمد دولة الاحتلال وتصمت هي مشاركة في الجريمة النكراء، تدس رأسها كالنعامة في الرمل، وأمريكا ترامب أولا التي تغذي شرايين الاحتلال بالسلاح والمال والدعم الدبلوماسي، قامت بعملية ذر رماد في العيون بإرسال مبعوثها ستيف ويتكوف وسفير أمريكا في دولة الاحتلال مايك هاكابي ليتحققا في عين المكان عن سير دخول دخول المساعدات إلى غزة في مراكز التوزيع التي تحولت إلى مصيدة لقتل الفلسطينيين، فخرج هاكابي بكذبة تثير الضحك والسخرية بأن دولة الاحتلال وزعت 100 مليون وجبة غذائية للغزيين خلال الشهرين الماضيين، وبعملية حساب بسيطة أي أن كل غزي من أصل مليونين تلقى 50 وجبة، إذا كيف مات الأطفال