منذ اليوم المشؤوم في 8 آذار 1963 ولغاية يوم النصر المجيد في 8 كانون الأول 2024 سعى النظام البائد الهارب اللعب على الوتر الطائفي لحماية نظامه، فاعتمد تفكيك اللحمة السوريين بين المكونات الأقلية طائفيا وعرقيا، والأكثرية السنية، ومحاربة الأكثرية بكل الوسائل المتاحة، من قتل، وتدمير، وتهجير، واعتقال، وخلال هذه الفترة السوداء من تاريخ سوريا لم نسمع أي صوت من المكونات التي انضمت إلى النظام أي احتجاج على ما يقع من ظلم وجرائم على الأكثرية، ولم نسمع من أي طرف من الأكثرية طلب حماية دولية من أي طرف كان، بل كانت الثورة مستمرة بأشكال مختلفة سياسية وعسكرية. وحتى بعد سقوط النظام البائد وهروبه لم تسع الإدارة الجديدة لعمليات انتقام بل حاولت طمأنة كل السوريين بأن لا تهدف إلا لمحاسبة من تلوثت أيديهم بالدم السوري، ورغم ذلك برزت فلول النظام في أماكن مختلفة من التراب السوري فقوات قسد تسعى للانفصال، وفلول الساحل هاجمت وقتلت قوات الأمن، وحاولت إشعال الحرائق، حتى قامت الإدارة الجديدة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق لمحاسبة عناصرها إذا تم ارتكاب أي جريمة بحق أبناء الساحل، وقامت فلول النظام في الجنوب السوري في منطقة السويداء بالهجوم على المدنيين من المسلمين السنة وقتل عدد كبير منهم، وهاجمت قوات الأمن، واعتدت على المحافظ الجديد، مدعومين من بعض مشايخ طائفة الدروز، وعملت الإدارة الحالية جاهدة لاستتباب الأمن في المنطقة إلى أن الخارجون عن القانون غالوا في غيهم وطلبوا الحماية الدولية ورفعوا علم دولة الاحتلال في ساحة السويداء، وانضووا تحت حمايتها. لم يع هؤلاء أن خروجهم عن القانون والاستقواء بالأعداء لن يودي إلا لحرب أهلية لا تبقي ولا تذر، وسيكونون أول الخاسرين، والمنبوذين.
اليوم نقول إن أرض سوريا العظيمة هي لكل السوريين لا فرق بين درزي وسني، أو علوي وسني، أو كردي وعربي، فنحن نعمل على أن يكون السوريون سواسية كأسنان المشط على القانون، والمساواة أمام الفرص، والعمل، والإدارة،
ومن يبقى مصرا على خيانة سوريا والسوريين، والخروج عن أبناء جلدته، ويحتمي بالعدو فليذهب إلى حيث مبتغاه لتحتضنه أرض الأعداء، فأرض سوريا عاصية عن التقسيم، وهي لكل السوريين، شاء من شاء، وأبى من أبى، ولا مكان للخونة بين صفوف السوريين الهادفين لإعادة بناء لحمة المجتمع السوري، وإعادة بناء البشر والحجر.