من كلام السوريين في تعبيرهم عن تدني قيمة أي شيء يقولون:" ما بيسوى قشرة بصلة"، أو "عايش على خبزة وبصلة" كون البصل من أرخص الخضروات في سوريا، وكان يباع بجوالات كاملة، أو صناديق فالاستهلاك للبصل كبير في المطبخ السوري. لكن النظام المفلس الذي دمر سوريا وأوصل المواطن السوري إلى تحت الخط الأحمر للفقر لم يعد بمقدوره شراء حتى كيلو بصل بعد أن وصل سعركيلو البصل في السوق الحرة إلى 16 ألف ليرة سورية ما يعادل أكثر من دولارين، وقام النظام بإدراج البصل على البطاقة الذكية ليباع سعر الكيلو في صالات وزارة التجارة بـ 6 آلاف ليرة سورية، أي بدولار تقريبا. وخصصت الوزارة كيلو فقط لكل بطاقة، قبل أن ترفع الحصة لكل بطاقة 2 كيلو اعتبارً من الأحد، مؤكدة أن “كل من اشترى١ كيلو يحق له شراء كيلو ثاني في هذا الأسبوع.
وتحول البصل إلى مادة للتندر، والسخرية من قبل السوريين على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشرت تسجيلات تظهر الازدحام لشراء البصل بعد أن تحول إلى مادة نادرة. إذ منذ مطلع شهر فبراير/شباط الماضي شهدت المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة النظام السوري أزمة كبير في الحصول على البصل، ما انعكس على أسعاره في الأسواق
و أكد عضو لجنة تجار ومصدري سوق الهال، محمد العقاد، أن “سورية كانت بحاجة لاستيراد 5-6 آلاف طن من البصل حتى تعوض النقص في الانتاج، لكن لم يتم السماح للقطاع الخاص بالاستيراد ولو سمح لما وصلنا لهذه المرحلة”.
بدوره أرجع أمين سر جمعية حماية المستهلك، عبد الرزاق حبزة سبب الأزمة إلى “سوء التعاطي مع ملفات بسيطة عبر عدم الاستناد إلى معلومات صحيحة"
وأشار حبزة إلى احتكار من أسماهم “المنتفعين” للمادة، عبر طرح كميات من البصل في السوق هي “أغلب الظن غير منتجة محلياً أو محتكرة منذ وقت ليس بقليل" وهؤلاء هم المسؤولون عن الفساد المستشري في البلاد والذين يمتصون دماء السوريين الأحياء، وإذا علمنا أن راتب المتوسط للموظف في سوريا وصل إلى 15 دولارا شهريا، فهذا يعني أن راتبه يشتري 7 كيلو بصل في السوق السوداء، وإذا أفلح يشتري 15 كيلو بالبطاقة الذكية، وبمفهوم آخر أنه لم يعد قادرا حتى على أكل "الخبزة والبصلة" في ظل نظام التجويع، فماذا لو أراد أن يستمتع بلحسة عسل يوما..